11 سبتمبر 2025
تسجيلشخصيا بات اليوم الذي لا يُعلن فيه استشهاد أطفال من غزة بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل والذي لم يهدأ لحظة واحدة هو بالنسبة لي عيد أفرح فيه رغم تأكدي من أن الأطفال هناك لا سيما الرضع يعيشون ظروفا صعبة ومن نجا من القصف الإسرائيلي فإن نقص الدواء وشح الغذاء والماء يمكن أن يكون سببا جوهريا آخر يحصد أرواح هذه الكائنات الجميلة التي عمدت تل أبيب دون هوادة أو رحمة لاستهدافها بأبشع الصور ولم تحرك أي صورة منها الحكومات العربية القادرة فعلا على التلاعب بأوراق في يدها لوقف هذا النزيف المستعر في القطاع في وقت عشنا فيه بأريحية وصمنا صوما دعونا الله أن يكون مقبولا وإفطارا شهيا ثم عشنا عيدا سعيدا تبادلنا فيه التهاني والتبريكات، بينما هؤلاء الأحق بكل هذا الفرح عاشوا ولا يزالون يعيشون ظروفا تشبه الموت في كل لحظة يتنفسون فيها إما دون أب أو أُم أو بيت أو عائلة أو شتات وفراق ووحدة ونزوح وخيام وقارعة طريق تتقلب أمام ظروف الجو ليشعر من عليها أن الموت والله لأرحم بهم منها. اليوم يتجاوز العدوان الإسرائيلي الآثم على القطاع ستة أشهر كاملة وعدد الشهداء يفوق 32 ألف شهيد بكثير وما يزيد عن 77 ألف جريج ومصاب بينما من لا يزال تحت الأنقاض الثقيلة والتي لم يستطع الدفاع المدني أن يرفعها لانتشال الأجساد التي باتت متحللة ولم تُكرم بالدفن ما يتجاوز عشرات الآلاف حيث عمد الكثير من الأهالي والجيران على الكتابة على الردم هنا يدفن أطفال وعائلات وتذكر أسماؤهم في حين هناك الآلاف من مجهولي الهوية من الأطفال والرجال والنساء ممن دُفنوا وكانوا معلومين لدى الله وحده. وكل هذه الحصيلة لم تحرك العالم الذي أزعجنا بأممه المتحدة ومجلس أمنه المرتهن بيد القوى السياسية الكبرى التي تتحكم بالعالم وأهمها الولايات المتحدة الأمريكية ومنظماته الإنسانية التي تضخ تقارير لا تنتهي عن حجم المأساة الإنسانية في القطاع ليوقف كل هذا العدوان الذي لا يمكن أن ترتقي له نازية هتلر أو فاشية موسوليني في التاريخ، رغم تأكده أن ما يحدث من مجازر ومذابح وعقوبات دامية جماعية جريمة لا يختلف عليها اثنان حتى بين الإسرائيليين أنفسهم الذين نراهم منقسمين في الاعتراف بمشروعية العدوان وبين تجريمه، لذا كان من الأفضل أن نعمق هذا الانقسام بين الإسرائيليين عوضا عن جر الأنظار من ضحايا غزة إلى إرهاب إيران بل وإنقاذ نتنياهو نفسه من مغبة السقوط والخروج بفضيحة من منصبه للمحاكمات الطويلة التي تنتظره واعتباره البطل الذي يمكن أن يبقى لإنقاذ هذا الكيان الكرتوني المحتل والمختل طبعا من السقوط لمواجهة خطر طهران الذي كان النتن قد حذر منه مرارا وتكرارا للإعلام الإسرائيلي والغربي، لهذا لا يمكن مباركة الضربات (الاستعراضية) الإيرانية التي مارستها طهران قبل أيام على تل أبيب فلا يوجد ما يستحق الإشادة به ما دام كل الأمور تتغير على الطاولة ما عدا تغيير الوضع الدامي على أرض غزة وسقوط شهداء أطفال ورجال من المدنيين الذين اعترف العالم ببراءتهم من السابع من أكتوبر الماضي من العام المنصرم ومع هذا فإن قتلهم يعد ضريبة محسوبة لرد الفعل الإسرائيلي الذي حصد أرواحا نحسبها في الجنة بإذن الله ولكن نظل نحن نتلوى وجعا كشعوب عربية بات معظمنا ينسى ما مضى وانقضى من هذه الأحداث المستمرة التي لو عادت عين الإعلام العربي والغربي عليها كما كانت لبقينا شعوبا لا نتغاضى ولا نتناسى، ولكنا فعلا أسقط إعلامنا العربي بوصلته من النظر على غزة، وانشغلت الحكومات العربية لخفض التصعيد في المنطقة دون ذكر غزة، ووحدها إسرائيل من تذكر غزة تحديدا ما دامت فوهاتها وصواريخها تعرف أن تقتل من هم في غزة وحدها فلك الله يا غزة العزة والله.