12 سبتمبر 2025

تسجيل

من لا يعتبر من تاريخه فلن تقوم له قائمة

18 أبريل 2023

يخطئ من يظن أو يدعي بأن حالة الهوان والضعف التي تمر به الأمة منذ انهيار الدولة العثمانية في بداية القرن العشرين وحتى وقتنا الراهن لم يسبق للأمة أن شهدت مثلها، فتاريخ الأمة كما هو زاخر بالأمجاد والقوة والمنعة إلا أنها بعد كل زمن تشهد الأمة انتصاراتها وهيبتها إلا ويتبعها فترة من انحسار القوة وتولي الحكام المسلمين الضعفاء شؤونها وتسلط الأمم الأخرى عليها ! فيذكر التاريخ أنه بعد أن استرد صلاح الدين الأيوبي القدس من النصارى وشتتهم وأبعد خطرهم عن بلاد المسلمين، انقسمت الشام وغيرها من الممالك الإسلامية إلى إمارات متفرقة، حتى وصل بهم الحال في عام 638هـ/1239 م أن يتجول الصليبيون في أسواق دمشق بكل أريحية ويشترون كل شيء حتى « السلاح «، وذلك بعد معاهدة سلام ( تطبيع ) بينهم وبين إمارات الأيوبيين في بلاد الشام، الصالح إسماعيل صاحب دمشق والناصر داوود صاحب الكرك والمنصور صاحب حمص وغيرهم من أمراء الإمارات. وصعد حينها المنابر شيوخ يخطبون عن فوائد السلام مع الصليبيين إلا قلة منهم وعلى رأسهم الإمام والعالم الزاهد العز بن عبدالسلام الذي صعد المنبر في الجامع الأموي الكبير في دمشق وصدح بكلمة الحق ضد هؤلاء الحكام. وفي العام 643هـ/1244م خرجت جيوش هذه الإمارات الإسلامية ومعها الجيوش الصليبية في تحالف يعلوه الصليب ويقوده القائد الصليبي والتر البريني، متجهين إلى مصر لمهاجمة ملكها نجم الدين أيوب رحمه الله والذي وصل جيشه لغزة لما سمع بأن جيوش هذه الإمارات ومعها الجيش الصليبي تتحضر وتستعد لمهاجمته. وقعت حينها معركة هربيا الخالدة بالقرب من غزة والتي انتصر فيها المسلمون من جيش نجم الدين أيوب على التحالف الشيطاني الذي جمع خونة المسلمين وأعوانهم الصليبيين وهرب قادته واختفوا، ثم استكمل الجيش المسلم ليستعيد القدس للمرة الأخيرة من الصليبيين ! سقطت هذه الإمارات الإسلامية الضعيفة المتواطئة مع أعداء الإسلام من النصارى الحاقدين وسقطت معها الممالك الصليبية وحُرّرت القدس، وسقط تاريخ هذه الإمارات والممالك واختفى ذكرها للأبد !! فالتاريخ في النهاية يسطر ذكر البطولات والانتصارات وقادتها الذين رسموا الأمجاد لأمتهم، وكما أن الأمة شهدت ضعفاً بعد قوة فإنه لا بد أن تشهد قوة وبطولات وانتصارات بعد زمن طويل من الضعف والهوان، وستشهد الأمة بإذن الله فتحاً مبيناً للقدس وهزيمة نكراء للصهاينة المغتصبين الذين كتب الله لهم بأن يجتمعوا في أرض واحدة ليمارسوا ظلمهم وفسادهم وطغيانهم حتى يحل غضب الله عليهم ويسلط عليهم قوماً مؤمنين يقطعوا دابرهم وينيرون بعدلهم الأرض المباركة وكل العالم. فاصلة أخيرة مجموعة من الشباب الشجعان الصادقين أطلقوا على أنفسهم « مجموعة عرين الأسود « لقّنوا دولة الاحتلال دروساً من خلال عملياتهم الجهادية وزرعوا الرعب في قلوب الصهاينة، فما بالكم لو كانت الأمة على قلب رجل واحد، هل ستبقى فلسطين في قبضة المحتل الصهيوني وداعميه ؟ البذرة الصالحة لا زالت موجودة ولكنه لم يحن وقت جني ثمارها حتى يبرم الله لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته ويُسخّر أبناءها لكسر حاجز الذل والهوان والهبة لنصرة وعزة هذا الدين وأهله!!