16 سبتمبر 2025
تسجيلالقضية الفلسطينية إلى الواجهة دائما وأبدا في شهر رمضان من كل عام، وكأن المسجد الأقصى يصوم معنا، ونصوم معه، فلا يذهب ظمأ فلسطين ولا تبتل عروقها إلا بدماء شبابها، فالخطابات السياسية والندوات المعلبة سلبتنا عزيمتنا وحنطت مشاعرنا. لقد كتب الصيام علينا كما كتب على الذين من قبلنا، وكتب على الأقصى أن يضخ الحياة في عروبتنا لعلنا نشعر بـ"التصهين الفكري" الذي يسير بيننا ويتسلل إلى مدننا، ولعلنا نرفع صوتنا: الأقصى قبلتنا، وفلسطين قضيتنا. من فلسطين إلى لبنان حيث اختلف الناس في "كلب". مقطع مصور لامرأة تصوب بندقية الصيد باتجاه كلب يبعد عنها أمتارا قليلة. منا من أبدى سعادته بهذا المشهد ونشر المقطع متوعدا "الكلاب الضالة" ومن خلفهم من بلديات شاردة عن عملها، ومنا من ندد بـ"الوحشية". الخلاف على "الكلب" دفع بوزير الزراعة اللبناني شخصيا لإعلان موقف الوزارة الداعم لـ"الكلب" متوعدا "كل مواطن بعواقب أفعاله". الفاعل معروف وهو من أهل السياسة والمفعول به هو المواطن، ولا سيما المواطن الذي يتوهم أن "التغيير" سيكون عبر صناديق الاقتراع خلال الانتخابات النيابية المرتقبة قبل 21 مايو المقبل. انتخابات طريفة، وأليفة، ألفها اللبنانيون قانونا، ودوائر، لوائح، وتصويتا وفرزا، ومحاصصة، ولكن المقطع الأهم في هذه المسرحية الهزلية، هو سعي الطبقة الحاكمة لنفض الغبار عن شرعية التركيبة السياسية الحالية أمام المجتمع الدولي، والحصول على قروض دولية ميسرة ومساعدات تعينها على الاستمرار بدفع الأموال الحزبية لأكثرية مؤيدة تتغذى على جراثيم طائفية، تغيير التركيبة السياسية يتطلب إرادة شعبية، والشعب مخطوف من تجار القضية. قضية الغرب حاليا هي الالتزام بالنمط "الهوليودي" في الحرب الأوكرانية-الروسية، حيث الرئيس "المافيوزي" يطارد الرئيس الشاب محبوب الجماهير ويتوعده بـأسلحة نووية تكتيكية، وأكياس جثث متحركة تزحف بمشاهد نوعية، وحملات إعلامية غربية تحذر من كوارث إنسانية، وخير وشر يتواجهان في حملات عسكرية. التطوع للقتال مفتوح دائما لمن لا يفقه معنى الحرب الجيوسياسية. حروب السرقات بين المؤلفين والكتاب والمخرجين على المسلسلات الرمضانية في أوجها، وذلك بالتزامن مع خلافات المشاهدين على حقيقة القصص المجتمعية، هم يروون أن القصص السينمائية لا تعكس مجتمعاتهم، وأولئك ينتقدون السعي المزيف للحفاظ على الصورة الذهنية. وبين هذا وذاك، تبقى الضرورة للابتعاد عن هذا الكم من الطاقة السلبية التي تتسرب إلى نفوسنا جراء المسلسلات الدرامية، وأن نقرأ ونفكر بالبحث عن مصادر الطاقة الإيجابية في القصص القرآنية والحكايات الشعبية الثقافية. وزارة الثقافة القطرية تنبض بالحياة والطاقات الفكرية فالمشهد الثقافي لملم شتاته، وانتفض في فعاليات ومعارض ثقافية وندوات ومشاريع متنوعة قلصت الهوة الوهمية بين الثقافة والناس، لتسترجع الثقافة مكانتها الطبيعية في القلوب والعقول. الثقافة ليست مجرد خطة تنموية بل هي الطاقة التي ينهل منها المثقفون والفنانون والكتاب والإعلاميون وعلماء الاجتماع والباحثون والسياسيون، وهي الروح التي ستستشف منها جماهير بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 عبق الحضارة العربية والإسلامية من وهج قطر. وهج علم الوراثة يسطع في عالم البحوث، فقد خلصت دراسة علمية لجامعة كارديف البريطانية استمرت 30 عاما إلى تحديد أكثر من 40 جينا وراثيا ذات صلة بمرض الزهايمر ورصدت بروتينا معينا يسبب التهابا ويحفز ظهور هذا المرض، الباحثون اعتبروا أن هذه النتائج هي قفزة هائلة نحو التقدم، ذلك التقدم الذي يخيفنا أحيانا ويهونه علينا ما نؤمن به وهو: إن خانتنا الأدمغة.. أفئدتنا قادرة بإذن الله على معرفة من يحبنا.