11 سبتمبر 2025

تسجيل

الأنماط السلبية للمراجعين في رمضان

18 أبريل 2021

تحدثت في المقال السابق عن الأنماط السلبية لبعض الموظفين في الشهر الفضيل، ولعل سلوكيات هذه الأنماط عادة ما تكون على مدار العام، ولكنها تظهر بشكل أكبر في شهر رمضان المبارك، وسبب ذلك في اعتقادي هو الثقل الذي تشعر به نفوسهم المريضة جراء الصيام، وحتى أكون محايداً ومنصفاً، فقد قررت أن أقدم في هذا المقال أنماط المراجعين الذين يمكن أن تراهم أو تشاهدهم عند مراجعتك للجهات الخدمية في الدولة، والذين وبكل تأكيد سيبتلى بهم أحد الموظفين القائمين على خدمة الجمهور. فكما أن هناك أنماطاً من العاملين في المؤسسات والوزارات الحكومية الخدمية يقدمون صورة سلبية لنوعية الخدمات والمعاملات المقدمة، فهناك في المقابل أنماط سلبية للمراجعين يضطر الموظف للتعامل معهم وتحمل سلوكياتهم التي لا تنتمي إلى قيم وأخلاق مجتمعنا القطري الكريم المتمسك بأخلاقيات وسماحة ديننا الحنيف. ولنبدأ أولاً مع "المراجع العيار" وهو في نظري يأتي على رأس القائمة وأعتبره ميكافيلي النزعة أي بعبارة أخرى فالغاية عنده تبرر الوسيلة، فهو يريد أن ينجز معاملته بأسرع وقت وبأي طريقة حتى لو كان على حساب المراجعين الآخرين، فهو لا يهمه النظام أو الأولويات، إنما دائماً ما يحاول أن يتسلل أو يتحايل على الأنظمة ليصل إلى مبتغاه، فالأنظمة والقوانين بالنسبة له إنما وضعت ليتم الالتفاف عليها أو استخدامها بما ينفع مصلحته هو فقط أو مصالح من يعمل لأجلهم، ولم توضع لتنظيم وتسيير الأعمال وضمان الحقوق. وهناك المراجع "علة الكبد" الذي مهما حاول الموظف إفهامه وإقناعه بضرورة إنجاز أمر إجرائي معين لتتم معاملته فهو دائماً وأبدا ما يجادل ويناقش ويتفلسف ويثرثر ويتذمر ويتذمر ويستمر في التذمر حتى أنه ممكن أن يتذمر من تذمره لأنه تذمر، يدور في جدال بيزنطي مستمر ومتواصل ليس من ورائه أي فائدة، فيُدخل الموظف في حالة من اليأس من الحياة والشعور بالرغبة الشديدة في الانتحار ليتخلص من هذا الكابوس المزعج. ونصل إلى المراجع صاحب عبارة "القطري مأكول"، وهذا النمط من المراجعين يظهر بكثرة أمام الموظف غير القطري فقط، فالحس الوطني عنده يصل إلى القمة خصوصاً عندما تكون معاملته عند موظف أجنبي، فيبدأ بفرد عضلاته بأنه مواطن قطري وأن له الأولوية والأفضلية، فتراه دائماً يستخدم عبارات مثل "كلتونا في بلادنا" و"القطري مأكول حقه"، فالموظف الأجنبي بالنسبة له "متهم حتى تثبت إدانته"، فهم دائماً ما يتلاعبون ويخدمون بعضهم بعضاً، حتى أنه يجزم بأن هناك لوبياً لكل جالية يقوم بخدمة بني جلدته فقط، وهم جميعا يعملون ضد القطريين، بل يذهب إلى أبعد من ذلك ويرجح بأن هناك قطريين يعملون مع الأجانب ضد المجتمع القطري. وختاما أقول: هذه أمثلة بسيطة من أنماط مختلفة في مجتمعنا لمراجعين وموظفين يقومون بسلوكيات بشرية ستراها في أي تجمعات بشرية، ففي كل مكان وزمان ستكون هناك القدوة الحسنة والقدوة السيئة، عزيزي القارئ، إن الاقتداء بالرسول الكريم في أقواله وأفعاله وأخلاقه وسلوكياته هو الحل والأسلوب الصحيح لتقويم هذه الأنماط وإصلاحها، قال تعالى "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" [الأحزاب: 21]. @drAliAlnaimi