13 سبتمبر 2025

تسجيل

في نواصيها الخير

18 أبريل 2019

عقدت في نواصيها الخير، وحث ديننا على تعليمها لأبنائنا، إنها "رياضة ركوب الخيل" التي تعد من أقدم الرياضات حضورا ومعرفة. لقد اشتهرت دولة قطر بخيلها العربية الأصيلة، وبحب شعبها للفروسية وارتبط حبهم لها بالعديد من القصائد وأبيات الشعر التي نظمت واستشهدت فيها، وامتدت إلى الامثال الشعبية والالغاز. فتمثل هذه الرياضة ارتباطاً راقياً ومحكما بعلاقة وطيدة وسامية تجمع الإنسان والخيل كثنائي متناغم، وقدرة الانسان على ترويضها والتحكّم في حركاتها وسكناتها كوحدة واحدة مترابطة ومتناسقة خاصة في رياضة القفز على الحواجز أو في ميادين السباق وكذلك في مسابقات جمال الخيل. ومن ناحية تاريخية نجد أن مفهوم الفروسية ارتبط على مر التاريخ بالشجاعة والشرف والشهامة والثقة بالنفس، وبأهميتها وقت الرخاء وساعة الضراء. وفي وقتنا الحالي وعلى مستوى دولتنا الحبيبة قطر لا يخفى على أحد مدى الرعاية والاهتمام والدعم الكبير للفروسية القطرية متمثلة في نادي السباق والفروسية واتحاد الفروسية للقيام بدور مهم في تطوير وتعليم الفروسية، واستقطاب الفئات المختلفة من محبي وعشاق الخيل، إلى جانب احتضان وتنظيم البطولات المحلية والدولية. وعند زيارتك لاتحاد الفروسية، وكمهتم بهذه الرياضة، سترى "فرسان المستقبل"، من حولك يجتهدون في تعلم كل مهارة يمكنها أن تقود لتميزهم فيها. وقد يأسرك هندامهم الأبيض وشعارهم الواضح في صدر زيهم الموحد، مرتادو الاتحاد من أطفال وشباب بمراحل عمرية مختلفة إناثا وذكورا، يتلقون أبجديات الفروسية على أيدي مدربين ومدربات ذوي كفاءة وخبرة. وفي إحدى الممرات المؤدية لحلبات التدريب استوقفني رجل في عمر والدي، يراقب التدريبات باهتمام وشغف دون كلل وسرعان ما وجدتني أتجاذب معه أطراف الحديث في حوار ثري مستفيض من خبرته، أفصح بأنه أحد أبطال الفروسية تحديدا من الرعيل الأول، شارك في بطولات وحقق انجازات تفخر بها دولتنا، يشاركني عبر جهازه النقال بعض الصور التي وثقت لحظات تتويجه والاحتفاء به وحديثه عن أهم المحطات التي يعتز بها في مسيرة الفروسية، بعينين تبتسمان لجمال هذه الذكريات وفخره بتلك الانجازات التي حرص على غرسها في أبنائه لاستكمال مسيرة الفرسان وبذل المزيد من الجهد لجني ألقاب البطولة وتصدر المراتب الأولى في المنافسات. ولا نغفل في الإشارة إلى صرح الشقب (عضو مؤسسة قطر) كأحد أهم المنشآت العالمية المختصة في إنتاج وجمال الخيل، والمحافظة على رياضة الفروسية وعلومها بمنهج واستراتيجية قطرية نخبوية، من خلال الترويج للخيل العربية الأصيلة والوصول إلى أرقى المستويات في تعليم الفروسية وصنع "الخيال المحترف" في درب العالمية. يحق لنا الفخر والزهو بما حققته دولتنا الغالية على مستوى رياضة الفروسية، ونحث الآباء والأمهات على الاهتمام بهذه الرياضة بين معشر النشء لما لها من أثر في تعزيز صفات القيادة، والاعتماد على النفس، والصبر، والقدرة على التواصل مع الكائنات الأخرى برحمة ولين ورفق، وتعزيز جانب الثقة بالنفس والمثابرة.