14 سبتمبر 2025
تسجيلحينما تكثر الثورات العربية ويعود الأمر أسوأ مما كان يجب أن أعلم وقتها أننا كنا نمارس الوطنية في أول الثورة وبعد أن انتهت بتنا نمارس السلطة المطلقة ! حين يأتي الأمريكي بقواته ويقنعنا بأنه يحارب الإرهاب الذي هو في حقيقة الأمر إسلامنا ونسانده في ذلك ونظل نروج له حربه فاعلم حينها بأنه لم يخدعك هذا الأمريكي بقدر ما بت أنت مخدوعاً بنفسك !. عندما تكون فلسطين قضيتنا الأولى ونظل نقول إنها القضية الأولى للعرب والمسلمين فنحن بذلك نعطي الفرص لقضايا عربية أخرى لأن تكون ثانية وثالثة ورابعة وهذا ما هو حاصل فعلاً ! حين ترفع نظرك للسماء وتجدها ملبدة بالغيوم وتنتظر المطر ولا يسقط فاعلم بأن كل ما تراه هو عراقٌ يشتعل أو سوريا تحترق أو طائرات إسرائيلية تلقي السلام ( الحار ) على أهلنا في غزة ! حينما تجدنا مندفعين ومدفوعين لاستكمال سلسلة المفاوضات مع إسرائيل وهذه الأخرى تماطل وتتنصل فتأكد وقتها إن كلاماً كثيراً يتزاحم عند حنجرتك وتريد أن تفيض به فقط لترتاح دون أن تبحث عن حل لهذه المشكلة !. حينما تعقد قمة عربية ويصدر وزراء الخارجية العرب بيانها الختامي قبل أن يعقدها الرؤساء فاعلم حينها بأن القمة العربية انتهت قبل أن تبدأ وإن كل ما سيجري هو استقبل الرئيس وودع الرئيس فقط !. حينما يغلب التعصب الرياضي على أخلاقياتنا وأخلاقنا ويصبح كلام الكثيرين ( سأشجع إسرائيل لو لعبت ضد فريقي الخصم ) وننفعل ونغضب و.. نبكي لخسارة فريقنا ولا تملك هذه الدمعة جرأة تذكر لتنهمر لمقتل مئات من أطفال سوريا فاعلم آنذاك بأنك في الأساس بوق تافه لا يسمع غير صيحات المدرجات !. حينما تنعقد قمة وتحضر المطاحنة وتغيب المصالحة.. فارفع رأسك عالياً.. أنت عربي يا سيدي! حينما نغذي الانقلابات على صناديق الاقتراع ونسجن شعوبنا لأنهم يعبرون عن ما يرونه أمامهم فهذا يعني أننا نعيش تناقض المثالية الكاذبة والاستبداد الفطري. !. حينما تظل الصومال أسيرة الحروب الأهلية وتعصف بها الحروب الداخلية وتكون مرتعاً خصباً للحركات المتطرفة وتنتشر بها المجاعة والفقر ويطوف بأبنائها شبح الموت ولا تحرك أكثر من 20 دولة عربية ساكناً وتظل أسيرة الاستقرار اللبناني فقط فتأكدوا حينها بأن مصايف لبنان تبدو أكثر بهجة وجمالاً من صحراء الصومال القاحلة !. حينما تقرأ ما كُتب أعلاه وتتصفح الجريدة ثم ترميها جانباً حتى دون قول لا حول ولا قوة إلا بالله أو تلمع في عينيك نظرة أسى على حالنا دون أن تنتبه إنك بالتأكيد واحد من هؤلاء العرب فاعلم يا قارئي العزيز بأنك عربي للأسف.. تعازي لك !! فاصلة أخيرة: نكتب لنؤثر في أحد ما.. ونحلم بان ينتفض حاكم لما نكتبه ونشعل شرارة كرامة لتجول بين كراسي الحكم العربية لعل أحدها يمتشق سيف العزة فنشهد فلسطين حرة.. أنا قلت مثلاً يعني.. والله العظيم مثلاً ! . [email protected]