16 أكتوبر 2025
تسجيلعشية الانتخابات الرئاسية في الجزائر، التي ستبدأ النتائج الأولية للاقتراع بالظهور ابتداء من الساعة 10 مساء امس الخميس بتوقيت غرينتش، كنت في جلسة ودية مع رئيس جبهة الانقاذ الشيخ الدكتور عباسي مدني في منزله بالدوحة نتجاذب اطراف الحديث وانا اعلم ما لهذا اليوم في هذه الفترة العصيبة من تاريخ الجزائر من تحفز واهتمام وحسرة في نفس الشيخ الذي ناضل جل عمره لانقاذ الشعب الجزائري من تسلط سلطة متسلطة على رقاب الناس، وحبس انفاس ناس من التنفس والتطلع الى الحرية التي يفتقدها منذ سنوات طويلة، حين اقصيت جبهة الانقاذ من الحكم بعد ان ظفرت بها بارادة الشعب، الا ان الرياح دارت وجهتها الى ما لا تشتهيه سفن الحقيقة، واتجهت السفن الى من لا يستحقها، اي الى عكس التيار.تابعت نضال الشيخ مدني بعد ان ارسى اركان الجبهة الإسلامية للانقاذ كحزب سياسي جزائري بقرار من السلطات الجزائرية في مارس 1992، اكبرت فيه هذا الاصرار وتحمله كل اصناف الاضطهاد والتعذيب من اجل مواقفه ومبادئه التي لم يتخل عنها ودفاعه بكل ما اوتي من قوة حتى بقيت ترافقه هذه العزيمة مع تقدم العمر.جلسنا امس وبعض مريديه في مجلسه نرشف الشاي ونأكل من التمر الجزائري اللذيذ المعروف ب /دقلة العيون/ ونحن مشدودون الى المداخلات الصاخبة في القناة الفضائية /المغاربية/ التي تبث من لندن وتنقل مباشرة احداث الانتخاب من الجزائر، ومن كل المواقع التي يتواجد فيها اطياف الشعب الجزائري، الجميع متحفز والجميع في لحظة انتظار القادم المجهول.الشيخ عباسي مدني كانت عيناه مغرورقتين بالدموع وصوته مرتعشا ونحن نابع معه المشهد الذي امامه على شاشة قناة المغاربية، يتابع هو المشهد بوعي تام وكأنه يعايش الحدث يوم اعتلى منصة التتويج وفرض اعتراف السلطة الجزائرية بالجبهة الإسلامية للانقاذ في 6 سبتمبر 1989م حين كان يترأسها انذاك، وبوجوده خاضت الجبهة الإسلامية أول انتخابات في 12 يناير وفازت فيها. كما خاضت الانتخابات التّشريعية وفازت بها أيضا بنتيجة ساحقة، الى ان تآمروا على حزبهم وألغي فيما بعد ونتج عن ذلك أيضا قرار حل الحزب.كنا نتابع المشهد وهو يتأمل مصير شعبه في هذه الانتخابات المصيرية بعزيمة عالية، يبدو قوي الشكيمة لا يثنيه كبر سنه من فرض رأيه ومبادئه التي حملها طوال سنوات النضال، في جلستنا قال :((ان شعبنا يعيش لحظة قصم الظهر، وسيقودونه كالقطعان اذا ما استمرت الطغمة الحاكمة في مكانها )) وأردف بنظرة ثاقبة ((ان هذا هو ما سيحدث اذا استسلم الشعب للسيطرة، والتغييب عن الساحة الانتخابية دون ارادته.. تبدو الامور في مسارها المرسوم رغما عن إرادة الشعب)).الشيخ يخشى تزوير الانتخابات واغتصاب إرادة الشعب، لان ذلك سيؤدي الى اوضاع كارثية في الجزائر، ايضا يخشى خروج الشعب الى الشارع واللجوء إلى الفوضى مما سيؤدي الى انفلات امني لا يحمد عقباه.. حمى الله الجزائر الشقيق وشعبه، وندعو الله ان تمر الانتخابات بسلام. وسلامتكم