18 سبتمبر 2025

تسجيل

نزار قباني.. شاعر الحب والرومانسية (1)

18 أبريل 2013

من منا لم يحب نزار؟ من منا لم تلهب كلماته وجدانه ؟ من منا لم يلجأ إلى أشعاره عندما يعيش حالة حب.. أو يسبح في بحر الحب ؟ نزار.. نزار.. معشوق النساء. أطلقوا عليه شاعر المرأة.. نزار تلك المرجعية العاطفية التي قل أن يجود الزمان بمثلها.. نزار الذي قال عنه النقاد إن الإبداع يسكن فى كبد قصائده.. نزار الشاعر.. نزار الدبلوماسي. نزار الثائر على قوالب النقاد.. وكل ما يقيد حرية الإبداع.. هيا بنا نبحر معا.. في بحر نزار العميق.. المتلاطم الأمواج. اسمه بالكامل نزار توفيق قباني.. سوري الجنسية.. ولد في مدينة دمشق فى21 مارس عام 1932 في حي مئذنة الشحم وهو أحد أحياء دمشق القديمة.. واسم عائلته الأصلي " أقبيق " وهى عائلة مشهورة في دمشق و" أق " تعنى الأبيض و"بيق" تعنى الشارب.. حيث كان جده الأكبر يشتهر بشاربه الأبيض الكثيف.. وجده "صاحب الشوارب" جاء من مدينة قونيه التركية واستقر في دمشق. والده توفيق قباني.. أنجب من الأبناء نزار ورشيد ومعتز ومن البنات صباح ووصال. عاش نزار فئ دمشق.. وتعلم فيها حيث حصل على شهادة البكالوريا من الكلية العلمية الوطنية في دمشق.. ثم التحق بكلية الحقوق حيث تخرج منها عام 1945. عين في السلك الدبلوماسي في الخارجية السورية وكانت خدمته في عدة مدن أبرزها مدريد ولندن وبيروت والقاهرة.. وأحب كل هذه المدن ولكن بيروت كانت هي مدينته المفضلة بالرغم من عشقه للقاهرة وغرامه بدمشق – مسقط رأسه – لكنه كان يفضل أن يستقر لدى فتاته المفضلة بيروت التي أسس بها دارا للنشر تحت اسم "منشورات نزار قباني" . وجدير بالذكر أنه بدأ كتابة الشعر وعمره ستة عشر عاما.. وصدر له أول ديوان عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" حين كان طالبا بكلية الحقوق وقام بطبعه على نفقته الخاصة. وصل عدد الدواوين التي صدرت له - طوال حياته - إلى خمسة وثلاثين ديوانا كتبها على مدار نصف قرن أو يزيد.. وكان أبرز دواوينه وأكثرها شهرة هي "طفولة نهد" و "الرسم بالكلمات " و"قصائد" و أنت لي " و "سامبا". وصدر له أيضا عدد من الكتب النثرية من أهمها "قصتي مع الشعر" و "ما هو الشعر" و "100 رسالة حب". وهذا يعني أنه كان شاعرا أيضا حتى وهو يكتب النثر. وقبل أن نبحر في سفينة نزار نود أن نذكر أنه تزوج من إحدى قريباته وهى زهرة أقبيق وكان له من الأبناء هدباء وتوفيق.. ثم تزوج من بلقيس العراقية والتي قتلت في تفجير السفارة العراقية في بيروت وكان لوفاتها أثر كبير على نفسيته لم يعادله شيء سوى حزنه على رحيل ابنه توفيق. والجدير بالذكر أن نزار قباني بدأ حياته الأدبية بكتابة الشعر العمودي ثم تحول إلى شعر التفعيلة.. وساهم في تطوير الشعر العربي الحديث إلى حد كبير. كما تجدر الإشارة إلى أنه تناول في كثير من قصائده قضية حرية المرأة التي شغلت باله لدرجة أنه دافع عنها في الأربعة دواوين الأولى له.. ولم تكن قصائده رومانسية فقط ولكنه تميز أيضا بنقده السياسي القوي.. ومن أشهر قصائده السياسية "هوامش على دفتر النكسة". وبالرغم من وطنيته ودبلوماسيته إلا أن معظم الناس يحبون نزار.. شاعر المرأة.. نتوقف عند هذا الحد عزيزي القارئ بسبب المساحة المتاحة للنشر على أمل اللقاء في مقال قادم لنقدم نماذج من أشعار نزار وبعض مما قاله عنه النقاد. فإلى اللقاء بحول الله وقوته.