الزلزال القادم

اهتزت مناطق من الخليج العربي ومنها عاصمتنا الوديعة "الدوحة" امس الاول بزلزال بقوة 7،5 درجات ضرب جنوب شرق ايران وطال باكستان وحتى الهند واسفر عن عشرات القتلى ومئات الجرحى في ايران وباكستان وقيل ان عددا كبيرا من القرى تساوت بالأرض. المخاوف المستشرية في نفوس البشر لدينا في الخليج من أن يثور أكبر بركان قادم في إيران من تبعات الزلزالين الاخيرين اللذين اربكا هدوء الحياة ونظام سير العمل في دول المنطقة ومنها ابوظبي ودبي وسلطنة عمان والبحرين وقطر والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية بعد ان شعروا بهما في وقت الظهيرة وتم على اثرهما إخلاء المباني العالية، وتوقف حركة العمل فيها. زلزال بوشهر الاسبوع الماضي الذي تأثر منه عدد من دول مجلس التعاون كان مدعاة قلق لتلك الدول القريبة من مفاعل بوشهر النووي الإيراني مما الزمها بمطالبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإرسال فريق فني للمعاينة.. هذا القلق عبر عنه الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني خلال اجتماعه بمختصين في لجان للطوارئ بعد ذلك الزلزال وقال إن الهزة "أثارت قلقا بالغا في دول المجلس والمجتمع الدولي من احتمال تعرض المفاعل النووي الايراني لاضرار قد تتسبب في تسرب اشعاعي". الذي اريد اثارته حول المفاعل النووي الايراني في مدينة بوشهر ذات الغالبية السنية والواقعة في الضفة المقابلة للدول العربية المطلة على الخليج تلك الزيارة التاريخية التي اتاحتها لنا الحكومة الايرانية كصحفيين من دول الخليج العربية لمشاهدة المفاعل عن كثب وكتابة ما نشاهده على ارض الواقع وكان الاهم في تلك الزيارة اللقاء الصحفي الذي عقده السيد علي لاريجاني معنا واجابته على اسئلتنا التي اختار ما يناسبه منها وتجاهل تلك الاسئلة الملحة حول السبب الذي دعاهم لاختيار موقع المفاعل في بوشهر القريبة من دول الخليج العربية. بعد تكرار نفس السؤال اجاب باختصار تام اذا كنتم قلقون على شعوبكم من اي تسرب نووي فان المفاعل يقع ايضا وسط شعوبنا في هذه المنطقة و"اكتفى".. حقيقة نلك الاجابة لا تكفي ولا تعطي مبررا لموقع المفاعل، لذا نرجو عدم التهاون ويجب ان تدق دول المنطقة ناقوس الخطر حول سلامة المفاعل النووي باعتبار انه يقع في منطقة النشاط الزلزالي في ايران، والوكالة الدولية للطاقة الذرية مطالبة بتحرك سريع لمعالجة الوضع وحماية البيئة الطبيعية من اضرار محتملة ليس ببعيد ان تنال شعوب المنطقة المسالمة.. وسلامتكم