10 سبتمبر 2025

تسجيل

الحسد يأكل الإيمان

18 أبريل 2011

الحسد هذه الكلمة ما أعظمها من كلمة تعوذ منها المولى عز وجل فى قوله تعالى (ومن شر حاسدٍ اذا حسد) وقال عنها (الرسول) الحسد يأكل الايمان كما تأكل النار الحطب، يا لها من كلمة بشعة لما تؤدى من نتائج غير سارة لأحد لا الحاسد ولا المحسود. فالطرفان يتضرران منها وهذا ليس من طباع المؤمن فالمؤمن كما قال عنه (الرسول) لا يحسد ولكن يغبط أما الحسد فهو من صفات المنافق، ولا أعتقد أن أيا منا يرضى لنفسه هذه الصفة حيث تخرجنا من صف المؤمن الذى آمن بهذه الرسالة التى لا يتمنى الفرد الا كل خيرٍ لأخيه المؤمن الذى آمن بهذه الرسالة فهى رسالة التحابب بيننا وقد يؤثر الواحد منا أخاه المؤمن على نفسه. فهذه هى الصفة التى يجب أن نتحلى بها طالما أننا آمنا بهذه الرسالة وبما جاء به خاتم الأنبياء من عند ربه سبحانه وتعالى، لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وقد قال أحد الشعراء: كل العداوة قد ترجى أمانتها الا عداوة من عاداك عن حسد فان فى القلب منها عقدة عقدة وليس يفتحها راق الى الأبد ولقد عجبت مما سمعته من بعض المتحدثين لبرنامج يتابعه العديد منا عن سبب اغلاق مكاتب استقطاب نجوم الرياضة للأندية أن السبب وراء ذلك هو الحسد كما قال أحد المتحدثين فى البرنامج وكم كانت هذه الكلمة والرأى الذى طرحه من منزلة فى نفسى خاصة أننا نؤمن برسالة سمحة لا تحبذ هذا الأمر كما ذكرت وتضع صاحب هذا التوجه مكانة لا نرغب أن يكون أحد منا فيها طالما انه يؤمن بما نؤمن منه وهو الحق الذى جاء به رسولنا الكريم ونسعى دائماً لأن نبنى لأنفسنا مكانة مرموقة فى الدنيا والآخرة لنفوز بالرضا من الخالق وبأن نكون من التابعين لرسوله الذى سنحظى بالشفاعة منه فى يوم لا ينفع مال ولا بنون. فالمال زائل مهما كان كثيراً ما كسبناه اذا كان عن طريق طلب زواله من الاخرين ليكون فى حوزتنا لأننا لن نستفيد منه بل سيكون وبالا علينا وأرجو ألا نكون من أولئك وهذا ما أرجوه لغيرى لأننا يجب أن نحب لغيرنا كما نحب لأنفسنا وهذا هو جوهر الايمان عند المسلم، وقد قال ديو جيتس: الحسد الم حارق يفتكُ بهمة صاحبه قبل أن يفتكِ به، ويقول مثل ياباني: الحاسد دائماً اليف الفقر. من كتاب روائع الحكمة. فليدرك من كان فى قلبه ذرة من حسد أن نصيبه هكذا سيكون مهما علت مكانته فهو دائم الشعور بالنقص.