09 أكتوبر 2025

تسجيل

سرعة القرار سمة العصر

18 مارس 2020

مع انتشار كورونا الجديد COVID-19، تغيرت الكثير من مجريات الحياة، وغير غالبية الناس عاداتهم ومخططاتهم، وتم إيقاف المدارس، والتجمعات، وغيرها من الأمور الاحترازية في معظم الكرة الأرضية. كل ذلك لم يكن متوقعاً قبل أسابيع قليلة، فالتغيير وسرعة انتشار الفيروس كان مفاجئاً للجميع. في عصرنا الحالي أصبح العالم كقرية صغيرة، وأصبحت التغييرات سريعة جداً، أسرع حتى من قدرة الناس على التخطيط لها أو مجرد توقعها والتفكير بها والاستعداد لها. في القرن الماضي، كان الصراع العالمي ينحصر بين الاتحاد السوفييتي -الشيوعي- والدول المناصرة له، والولايات المتحدة الأمريكية -الرأسمالية- والدول المناصرة له. لذلك فقد كان كل طرف يستطيع توقع مصدر الخطر، ويستطيع دراسته وتوقع تصرفاته وتحديد نقاط قوته وضعفه، بل حتى التجسس عليه. ولكن مع سقوط الاتحاد السوفييتي في بداية التسعينات، لم يعد مصدر الخطر معروفاً. فبالإضافة للتطور التكنولوجي السريع، أصبح الانتقال بين الدول سهلاً جداً، ليس فقط انتقال الأشخاص، بل أيضاً انتقال الأموال والأفكار والأيديولوجيات والسلع والأمراض وكل شيء تقريباً. لذلك أطلق العسكريون الأمريكيون على هذه الأوضاع العالمية وصف VUCA، وهي الحروف الأولى لأربع كلمات وصفية هي (Volatile) متقلب، (Uncertain) غير مؤكد، (Complex) معقد، و(Ambiguous) غامض. فقد يكون مصدر الخطر وما يهدد مصالحك واقتصادك، وربما وجودك، هي دولة أخرى، أو جماعة متطرفة، أو تغييرات مناخية وكوارث طبيعية، أو حتى فيروس لا تستطيع أن تراه أو تتبعه ولا السيطرة عليه. العالم الآن لم يعد كما كان، فأصبح أهم عامل الآن هو الجرأة على اتخاذ قرار سريع وتنفيذه. وذلك لا يأتي إلا بتهيئة بيئة مناسبة لقرارات ومبادرات سريعة، ومبدعة، ومرنة. والذي لن يتحقق إلا بالوصول السريع للموارد -بمختلف أنواعها- والمعلومات - بمختلف مستوياتها-، والأفكار -بمختلف مصادرها-. Twitter: @khalid606