23 سبتمبر 2025
تسجيلمن قال دولة الباطل ساعة ودولة الحق حتى قيام الساعة فقد صدق، ومن قال إن الحقيقة أغرب من الخيال فقد صدق، فالباطل الذي اتبعته دول الحصار ضد دولة قطر وأميرها بنيّة الهجوم العسكري لا يدخل في فكر العقلاء، لأنه ليس من الأخلاقيات الإنسانية، ففي مضمونه وأهدافه معاني العداء والغدر والخيانة، كما أنه تلويث لسمة القائد القدوة أخلاقياً، وضعت الشعب القطري والخليجي في بوتقة من الخيال في واقع لم يصدق، كيف يحدث ذلك؟!، وهل يعقل أن يحدث؟! ولكنها مسايرة المصالح المادية حين لن تجد لها طريقاً للعبور إلا بإتباع أسلوبي الخيانة والغدر على حساب فقدان الأخلاق والمبادئ ومعاداة الآخر، وهذا هو مبدأ دول الحصار الأربع الجائرة في التعامل مع قطر الذي أكدته قناة الجزيرة في برنامج ما خفي أعظم. …. فليس هناك أقسى وأسوأ من الغدر والخيانة، فكيف بخيانة ذوي القربى من ننشد منهم العون في الشدائد والملمّات كما يأمرنا الله في كتابه، "سنشد عضدك بأخيك" كيف بمن يربط بينهم دم النسب والعرق والدين والتاريخ، فكم هو مؤلم ومحزن أبناء جلدتنا يخططون لعمليات تخريبية إجرامية داخل أرضنا، إذن من المعتدي؟! ولماذا نلوم الدول الكبرى والمهيمنة والمتربعة على عرش السيطرة العسكرية والاقتصادية والسياسية حين تخطط من أجل تدميرنا وتفكيكنا وتحقيق المخطط الصهيوني الاستعماري لتفتيت عالمنا الإسلامي وتجزئته وتمزيقه وتحويله إلى فسيفساء ورقيّة تلعب بِنَا متى تشاء، وكيف تشاء، وتتركنا متى تشاء، اذا كنّا نحن نُخطّط من أجل تدمير بعضنا وأوطاننا العربية، هم يبحثون عن مصلحتهم، ولابد أن نستوعب المقولة الأجنبية المتداولة في السياسة "ليست هناك صداقة دائمة بل مصالح دائمة" ودول الحصار كما هو واقعها السياسي مع الأزمة التي افتعلتها تبحث عن مصلحتها في الاستيلاء والهيمنة والسيادة، ولاشك أن ما كشفه برنامج ما خفي أعظم في قناة الجزيرة وعلى جزءين بالأدلة والشهود والحقائق الموثقة بالصوت والصورة لجميع الأطراف المشاركة في الخطة الانقلابية 1996 يمثل ذلك، كما يمثل أعلى درجات الغدر والخيانة بل والعداء. كما كشف لنا الوجه الآخر للأنظمة الخليجية الثلاثة الجائرة لتتعّرى الحقيقة التى خطط لها من عشرين عاما، وصبرت وصمتت قطر عشرين عاما، وتعاملت مع مخططيها الأربعة عشرين عاما من التواصل والتعاون والاحترام والمساعدة واللقاءات والمشاركة سواء على المستوى السياسي والاقتصادي والرياضي والإعلامي، أو الحضور والمشاركة في مجلس التعاون الخليّجي، وينطبق عليهم بعد تلك المكاشفة المخزية قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ } "البقرة" فالفخ الذي نصبته الولايات الأمريكيّة بقيادة ترامب لدول الخليج الذي كان مقره المملكة العربية السعودية عند اجتماع القادة في قمة الرياض 21/مايو 2017 والاتفاق السّري المخزّي على غزو قطر عسكرّياً والانقلاب على أميرها الشيخ تميم حفظه لله واستنزاف أموالها وإيقاف مشاريعها وإشاعة الفوضى والدمار داخلها، لا يختلف عن الخيانة التي خطط لها عام 1996 في الانقلاب على حكومة أمير قطر السابق سمو الشيخ حمد بن خليفة حفظه الله، وزعزعة أمنها واتخاذ عودة الشيخ خليفة رحمه الله ذريعة ومنفذاً لأهداف أخرى كيديّة في نفوسهم، والذي لم يغب عليه رحمه الله معرفة نواياهم وخبثهم، لذلك أفشل مخططهم بتراجعه وعودته الى إحدى الدول الأوروبية، وتركهم يعبثون بسموم عقولهم ومخططاتهم التي كشفت عنها قناة الجزيرة، وأثبتت حتمياً بتدخلهم في شؤون وسيادة دولة قطر وهذا ما اتهمت به دولة قطر مع بداية الحصار، كما أن الاستعداد العسكري وزجّ الشعب القطري في دائرة الخوف والترويع والفوضى وسفك الدماء في حالة تنفيذ المخطط يعتبر إرهاباً، وهذا ما أسندته دول الحصار الجائرة على قطر ولكن نقول لهم كما قال الشاعر: ابدأ بنفسك فانهها عن غيها... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم. …. ولاشك أن برنامج ما خفي أعظم كشف النقاب عن أخلاقيات وفكر قادة دول الحصار ولا يستثنى منهم الرئيس المصري الذي زُج نفسه في محيط الخلافات الخليجية الذي لا ناقة له فيها ولا جمل، إلا النظر بمنظار المصلحة الذاتية، فأساليب التآمر والتخطيط والتحريض والحصار وحياكة العداء وفي شهر رمضان دون احترام وحرمة يدل على مدى الهبوط للقيم والأخلاق التي تحكم عقلية هذه الأنظمة وتقودها نحو نتائج لا تحمد عقباها، كما هي العقلية التي تعمل على توجه مخطط إماراتي لبناء شبكة تجسس ضخمة في الخليج عبر الاستعانة بإسرائيل، والعقلية التي وجهت قادة السعودية لشن الحرب باسم التحالف في اليمن، الذي أضر بالشعب اليمني وما زال يكتوي بنارها، والعقلية التي دفعت القيادة البحرينية الى التخطيط للقيام بأعمال تفجيرية وتخريبية في قطر دون التفكر بالضرر الذي سيلحق بالشعب القطري قبل القيادة، هذه هي الأساليب التي يكيد بَعضُنَا بها البعض دون تقوى وورع وخوف من الله مجرّدة من أسمى معاني القيم، وما زال التآمر مستمراً، ولا تفتأ دول الحصار من التحرش بقطر وليس آخرها اختراق طائراتها الأجواء القطرية دون الأخذ بالاعتبار الأبعاد الدينية والأخلاقية في تعاملها مع دولة قطر...