14 سبتمبر 2025

تسجيل

احتواء إيران..أم هزيمتها وترويضها؟

18 مارس 2016

ما هو عنوان الخطة الاستراتيجية العربية في مواجهة إيران وبالدقة ما طبيعة أهدافها وتوجهاتها؟ وضوح الأمر بات مهما الآن، لضبط إيقاع الحركة وحشد الجهود، بعد أن اتسعت المواجهة لتشمل العديد من الجبهات الممتدة على مساحة واسعة باتساع أرجاء الدول العربية والإسلامية، وبعد أن صارت المعارك تجري من قبل أطراف عديدة، بعضها رسمي - وهو متعدد ومتنوع النظم والقدرات- وبعضها شعبي أغلبه بات يفسر ويحدد مواقفه وفق رؤاه وتقديراته الخاصه، وكذا بحكم نفض الطرف الأمريكي يده من تلك المواجهة بتصريحات أوباما الأخيرة التي حاولت اختصار ما يجرى من صراع هائل في عدةدول احتلتها إيران، إلى مجرد حالة خلاف إيراني سعودي، وهو ما يسجل انسحابا ونأيا بالنفس عما يجري، وكذا هو محاولة للإفلات من حقيقة أن الولايات المتحدة هي وحدها من زلزل التوازنات الإقليمية لمصلحة التدخل والاحتلال الإيراني للدول العربية - بدءا من العراق - وهو ما فتح الطريق لنشوب المواجهةالراهنة بتغيير تحالفاته على الأقل. هل نحن أمام مواجهة تستهدف احتواء إيران واستيعابها كدولة عادية في الإقليم وفق آليات وطرق المواجهة التقليدية، أم أنه لا مكان إلا لإلحاق الهزيمة بإيران بحكم طبيعة المشروع الإيراني الامبراطوري التوسعي وبسبب طبيعة النظام الإيراني الذي يعتمد استراتيجيات ذات طبيعة أيديولوجية بدعاوى مذهبية؟في الحالة الأولى قد يكفي ممارسة الضغوط المكثفة على إيران لإضعاف دورها ونفوذها - وهو أمر لا يستبعد القيام بمواجهات عسكرية مع تمدداتها خارج حدودها - كما يرد اللعب بأوراق المصالح أيضا.وفي الثانية التي تستهدف إلحاق الهزيمة الشاملة بإيران، فلا يجري الاكتفاء بإخراجها من التأثير في داخل دول الإقليم بل يتطلب الأمر استنزافها وملاحقتها بالضغوط حتى في داخل حدودها، عبر إذاقتها نفس الكأس الذي أذاقته وتذيقه للعرب من تفكيك وأعمال اقتتال داخلي حتى الوصول بها إلى وضعية الدولة الأضعف، كما يصل الأمر حد العمل لتغيير النظام السياسي، بما يزيل خطر التوسع والاحتلال الإيراني لدول الإقليم.فنحن أمام دولة تعلن منذ سنوات عن خطة احتلال دول المحيط – هكذا نفهم الآن مقولات تصدير الثورة وبعدها الطائفي- ومد الأذرع العسكرية الإيرانية في داخلها، وهي أذرع – أو ميليشيات وفيالق متحركة، باتت تمارس نشاطا عسكريا واسعا وفق معالم قوة عسكرية تفوق قدرات أجهزة وجيوش دول عربية (كما هو حال لبنان). وهي دولة تخصص جانباكبيرا من مجهودها الحربي وقدراتها الاقتصادية لتحقيق هدف إمبراطوري يقوم على ضم دول عربية إلى مناطق سيطرتها بل إلى داخل جغرافيتها كدولة. وهي دولة لا تبني سياساتها على التعاون مع دول الإقليم، بل على اختراقها مذهبيا وسياسيا واستخباريا وصولا إلى تشكيل جماعات مسلحة في داخل تلك الدول. وهي دولة يقوم نظامها السياسي ومكونات مؤسساتها العسكرية (الحرس الثوري) على اختراق الدول الأخرى والقتال في داخلها، إذ الاستراتيجية الإيرانية فيالمحيط - ورغم براجماتية أدواتها وتحركاتها الدبلوماسية – مبنية على فكرة عقائدية أو مذهبية..إلخ.استراتيجية المواجهة مع إيران، لا تبنى على نوايانا بل على طبيعة الخطة الاستراتيجية لإيران.