14 سبتمبر 2025

تسجيل

الأمن الغذائي في حاجة لسياسات فاعلة

18 مارس 2015

يعتبر تحقيق الأمن الغذائي في ظل الصراعات الدولية المتفاقمة ضرورة ملحة جداً، خاصة مع ارتفاع مؤشرات الفقر والجوع والبطالة والحاجة إلى العدالة الاجتماعية والكوارث والأمراض، ومع تنامي ظواهر مقلقة في عالمنا مثل الصراعات المسلحة والتوتر السياسي والقلاقل التي تعرقل جهود التنمية. في تعريف مبسط للأمن الغذائي استقيته من تعريفات دولية، وأبرزها منظمة الأغذية بالأمم المتحدة (الفاو): هو توفير الغذاء، وإمكانية الحصول عليه واستخدامه بشكل آمن، وتوافره في كل الأوقات والإمكانات المادية والاجتماعية.تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن العالم يفقد سنويا ١،٣ مليار طن من الغذاء أي ما يناهز ثلث الطعام المنتج للاستهلاك الآدمي، والفاقد في البلدان الفقيرة غالباً ما يقع في ٦٥٪ في مراحله الإنتاجية الأولى.كما أدى سوء الأحوال الجوية في البلدان الرئيسة المنتجة للأغذية، بالإضافة إلى المخاوف الأمنية وزيادة الطلب على المواد الغذائية، إلى ارتفاع أسعار الأغذية العالمية بشكل حاد خلال السنوات الأخيرة. قالت منظمة الأغذية والزراعة "فاو" إن مؤشر أسعار المواد الغذائية ارتفع بنسبة 2.6%، وهو أكبر ارتفاع منذ منتصف عام 2012.وأشارت إلى أن السكر والزيوت والحبوب ومنتجات الألبان سجلت أقوى ارتفاع، في حين ارتفعت أسعار القمح والذرة بعد التطورات الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا، وتواصل العديد من الدول بما في ذلك سورية واليمن وجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى المعاناة من انعدام الأمن الغذائي والجوع والفقر والحاجة إلى غذاء صحي، في ظل ظروف الصراعات التي تجتاحها. وأكد البنك الدولي في تقريره أن العالم يهدر ما نسبته %25 إلى 33% من الغذاء الذي ينتجه للاستهلاك، وإن كمية الغذاء التي تهدر وتفقد عالميًا تبعث على الشعور بالخزي والألم، لأن ملايين الناس حول العالم يذهبون كل ليلة إلى مساكنهم جوعى، ومع ذلك فإن ملايين الأطنان من الغذاء ينتهي بها المطاف في حاويات القمامة أو تفسد في الطريق إلى الأسواق. ويقدر فاقد الغذاء في إفريقيا وآسيا ما يعادل 400 إلى 500 سعرة حرارية للفرد يوميًا، في حين يصل في العالم المتقدم إلى 1520 سعرة حرارية.وأضاف البنك الدولي أن الحبوب تشكل أكثر من نصف إجمالي الغذاء المهدر أو ما نسبته 53% قياسيًا بالسعرات الحرارية بينما من حيث الوزن، وتشكل الفاكهة والخضراوات الحصة الأكبر من الغذاء المهدور عالميًا.ويحدث غالبية هدر الغذاء في مراحل الاستهلاك والإنتاج والتسليم والتخزين في السلسلة الغذائية لكن بنسب متفاوتة بين مناطق العالم.إزاء البيانات الإحصائية التي تبين مدى الفجوة بين الهدر الغذائي والجهود الدولية المبذولة لاحتواء ظواهر سلبية مثل الجوع والفقر والبطالة والحروب إلا أن الحاجة لتأمين الغذاء ما زال في حاجة ماسة للغاية إلى استراتيجيات قابلة للتطبيق، ولا تقوم على استغلال الموازنات بطريقة غير فاعلة. والشرق الأوسط في ظل تقلباته السياسية في حاجة إلى سياسات غذائية منظمة، خاصة ً وأنّ الصراعات المسلحة حصدت الأخضر واليابس، وأدت إلى تراجع الأداء الاقتصادي،كما أنها أعادت الجهود الدولية التي تبذلها في مجال الغذاء إلى الوراء.