31 أكتوبر 2025
تسجيلاحتفالات ائتلاف قوى الرابع عشر من مارس لهذا العام في الذكرى السادسة لتشكيله تميزت بالحضور الكبير للمهرجان، الذي حرص منظموه أن يأتي حاشداً، من أجل تمرير رسالة انعكست في هتاف الجماهير: الشعب يريد إسقاط السلاحن المقصود بالطبع: هو سلاح المقاومة والأدق تعبيراً مثلما ورد في كلمات زعماء هذا الائتلاف: سلاح حزب الله، باعتبار الحزب باباً للسيطرة الخارجية من وجهة نظرهم المقصود: سيطرة إيران. وفي نظرة لطبيعة القوى المشكلة لهذا الائتلاف، فإن من المفترض أن تيار المستقبل الذي يقوده سعد الحريري، مختلف تماماً عن الطرفين المتبقيين (بعد انفصال الحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة جنبلاط): الكتائب بقيادة أمين الجميل رئيس لبنان الأسبق، وسمير جعجع زعيم ما يسمى بالكتائب اللبنانية، نقول مختلفا، لأن المرحوم رفيق الحريري، الذي اغتيل غدراً قبل ست سنوات، كان مع القوى الوطنية اللبنانية والمقاومة أيضاً. في بداية الاغتيال وجهت أصابع الاتهام إلى سوريا، وثبت بطلان هذا الادعاء، وبعد ذلك أصبحت دمشق محجاً لسعد الحريري فيما بعد، بدأت الشكوك تحوم حول حزب الله، مع استبعاد كامل لأطراف هذا الائتلاف لاتهام الجانب الإسرائيلي (رغم وجود أدلة عديدة)، صاحب المصلحة الحقيقية في اغتيال الحريري الأب، من أجل بعثرة القوى اللبنانية، وخلخلة النسيج المجتمعي للشعب اللبناني. نقول: من المفترض أن يكون موقف الحريري مختلفاً عن مواقف حليفيه لاعتبارات عديدة أبرزها: أن حزب الكتائب اللبناني الذي يقوده آل الجميل لا يخفي علاقته الإسرائيلية، ففي العدوان الصهيوني على لبنان في عام 1982. استقبل أعضاء هذا الحزب في مقراتهم وبيوتهم، أرييل شارون، والكثيرين من القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، وقف أعضاء وعضوات حزب الكتائب ينثرون الرز والورود على الدبابات والمدرعات الإسرائيلية الغازية، لم ينكر أمين الجميل في مقابلاته العديدة مع فضائية الجزيرة والشبكات الأخرى علاقته وحزبه بإسرائيل، وحاول تبريرها، الحزب ومنذ تأسيسه يطالب بفيدرالية متحدة لبنانية، بمعنى آخر: لا تهمه وحدة الأراضي اللبنانية ولا وحدة الشعب اللبناني، الحزب صاحب مشروع انسلاخ لبنان عن محيطه العربي، الحزب صاحب نظرية التحالف مع الولايات المتحدة والدول الغربية وإسرائيل، أي أن الحزب لا يرى في إسرائيل عدواً، ولذلك وبعيد تسلمه لرئاسة لبنان بعد اغتيال شقيقه بشير، فإن أمين الجميل وقّع اتفاقاً رسمياً مع إسرائيل، جاء لبنان فيما بعد وقام بإلغائه. من جانب آخر، ثبت بما لا يقبل مجالاً للشك ضلوع الحزب في مذابح صبرا وشاتيلا في عام 1982 للفلسطينيين، هذا ما لا نقوله نحن بل قالته لجنة كالاهان التي شكلتها إسرائيل(حليفة الكتائب) للتقصي حول المذبحة بعد نشر نتائج التحقيق لم يرد حزب الكتائب ولم ينفِ الاتهامات التي وجهت إليه. خلاصة التقرير: أن الحزب قام بالمذبحة وبإشراف إسرائيلي، تحديداً من وزير الدفاع أيامها أرييل شارون. أمّا بالنسبة لسمير جعجع فحدّث ولا حرج، فميليشيات القوات اللبنانية التي يتزعمها ملطخة بدماء اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين، وهي من قامت بالذبح على الهوية أمام حواجزها، هذا أيضاً ما لا نقوله نحن وإنما يقوله التاريخ اللبناني الحديث، فسمير جعجع سُجن بتهمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رشيد كرامي، بوضع متفجرات في طائرة الهليوكبتر التي استقلها، جعجع سجن واُتهم من قبل القضاء اللبناني، وإبّان تسلم الحريري الأب لرئاسة وزراء لبنان كان جعجع يقضي حكمه بالسجن بعد اغتيال رفيق الحريري وتوجيه الاتهامات إلى سوريا، تم الضغط من أجل إطلاق سراح جعجع، وذلك للاستفادة منه، كإحدى القوى في التحالفات اللبنانية. تيار المستقبل يطرح نفسه كممثل للسنة في لبنان ورغم الكره الشديد لكاتب هذه السطور للتقسيم وفقاً للطائفية والمذهبية، لكننا نقول إن السنّة في لبنان يحملون مشروع لبنان الواحد أرضاً وشعباً وانتماء إلى العالم العربي. وبالعودة إلى سلاح المقاومة فلقد أثبتت التجارب: أنه موجه إلى إسرائيل، وليس للوضع الداخلي اللبناني كما أكد الأمين العام لحزب الله مرارا، لقد استطاع هذا السلاح إجبار إسرائيل على الخروج من الجنوب اللبناني في عام 2000، وهو الذي تصدى للعدوان الصهيوني على لبنان في عام 2006. ومنعه من تحقيق أهدافه، وهو الذي يقف حائلاً أمام اجتياح إسرائيلي جديد، للأراضي اللبنانية، بعد تهديد المقاومة بأن أي اعتداء صهيوني جديد على لبنان، سيواجه باحتلال الجليل، هذا هو سلاح المقاومة، وهذا دوره. أما بالنسبة للمحكمة الدولية في اغتيال الحريري، فقد تم إفشال الاتفاق السوري- السعودي، بضغوطات أمريكية وغربية وإسرائيلية، لحل هذه المعضلة الشائكة.. الأجدر بسعد الحريري هو الوقوف مع القوى الوطنية اللبنانية ومع سلاح المقاومة.