11 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر.. الكأس الآسيوية بطعم القهوة العربية

18 فبراير 2024

(النجاحُ لا يأتي صدفةً، إنَّه مزيجٌ من العمل الشاق، المثابرة، التعلم، الدراسة، التضحية، والأهمُّ من ذلك كله حب ما تقوم به أو تحاول تعلمه) قالها الجوهرة الأسطورة (بيليه) وهو يحقق للبرازيل إنجازاً تلو الآخر في المنافسة الأممية لكرة القدم. والآن يثبت مقولَتَه ويُؤكدُها (عفيف) وإخوتُه أبطال (العنابي) ومن ورائهم قيادةٌ شابةٌ فتيةٌ (سمو الأمير حفظه الله) تُؤمِنُ بأنَّ عزم الرجال لامَحالة طائلٌ شُمَّ الجبال. فالإرادة والسعي وراء تحقيق الأهداف المنشودة بشكل علمي مدروس. وبذل وسع الجهد هو سر النجاحات الباهرة التي تحققها قطر بخطى حثيثة كلما تعاقب الليل والنهار، والذي يتفيأ ظلالَ رؤيةِ قطر 2030 التي تسعى للتقدمِ والازدهارِ وتحويل قطر إلى دولةٍ متقدمةٍ قادرةٍ على تحقيق التنمية المستدامة لا تُخطئُ عينُه تكاملَ الإنجازات على كل مناحي الحياة الاقتصادية والعمرانية، والاجتماعية، والثقافية، والرياضية. وقطر التي حققت العديد من الإنجازات في المجال الرياضي على المستوى الإقليمي والعالمي واستضافت العديد من الأحداث الرياضية والتي توجتها باستضافة كأس العالم (2022) كأكبر حدث رياضي في دورة استثنائية مدهشة، شهد لها كلُّ العالم بحسن الإعداد وتأمين ورقي الملاعب والمرافق وحسن الضيافة والاستقبال ودقة التنظيم وأناقة المشهد وتنوع المناشط الثقافية والفنية، والتي أتاحت لكل الشعوب منبراً حراً للتعبير الثقافي والفني. وإضافة لحسن التنظيم والإدارة والتنسيق تميزت الفرق الرياضية القطرية في كل المجالات ببراعة الأداء وحصاد الكثير من الألقاب والكؤوس والميداليات وبذلك تكون قطر قد جمعت بين عبقرية المكان والزمان. ولم تعد الرياضة بالنسبة لقطر مجرد لعب وتسلية، بل تعد استثماراً حقيقياً في بناء علاقات تُنميها مع مختلف دول العالم وشعوبها لتصب في الأهداف والغايات الكبرى التي تنشدها في تحقيق السلم العالمي والصداقة بين الشعوب والتي تسهم في التنمية الشاملة والنهضة التي تسعى لها. وقطر الآن تلتقط ثمار ما بَذرتْ وما فَلَحَتْ، وهي ترمي بسهمها بل بسهامها في كل مضامير الحياة والترقي الحضاري، وتصطحب تاريخها وهويتها وثقافتها وتراثها في مسيرة متكاملة نحو آفاق مستقبل زاهر فاخر وهي تقول: هذي يدي لسماء المجد أرفعها رمزاً يشير إلى المستقبل الحسن لما نرجيه تحت الشمس من وطرٍ وما نفديه بالأرواح من وطن زفوا البشائر للدنيا بأجمعها وللعروبة من نجد إلى يمن إنا خرجنا وأرهفنا عزائمنا للنهوض بشعب للعلا قَمِن الله أكبر هذا الروح أعرفه إذا تذكرتُ أيامي ويعرفني كنا ننميه سراً في جوانحنا حتى استحال إلى الإجهار والعلن وبفوزها بالكأس الآسيوية للمرة الثانية على التوالي تسجل قطر إنجازاً رياضياً فخماً بأحرف من نور على صفحات من ذهب، إنجازاً وفخراً للأمة الإسلامية والعربية. إنه (وسامٌ) مستحقٌ لسمو الأمير من اللؤلؤ والمرجان يُرصع صدرَه ويحمل باقاتِ الورود والأزاهير مضخمة بطيب نَفَسِ هذا الشعب الذي أحبه وهو يسير أمام وخلف (العنابي)عوناً وسنداً حتى ليلة الفوز المؤزر والفرح الكبير. و(نجمةٌ) من الذهب يستحقها صدر سمو الأمير الوالد رائد النهضة، الذي يحمل بين حناياه عشق هذا الوطن والذي كان حضوره طمأنينةً وحافزاً للفوز. و(تهنئة) خالصة ملؤها الحب لهذا الشعب الأبي الذي تدثر بالخلق الرفيع الذي تحرسه قيم وأخلاق وسجايا عرف بها أهل قطر على مر العصور. و(قُبلةٌ) على خد كل مبدع في صفوف (العنابي) وهم يذودون عن حياض الوطن الغالي ويرفعون راية قطر لترفرف في فضاءات الكون. مهما جرى قلمي على هذه الصفحات ومهما انتقيت من الكلمات لن أفي قطر قادة وشعباً بعضَ حقها، لكنه مِنِّي جهد المُقل المتدثر بثوب من الوفاء المستحق لدوحة العز والفخر. وها هو لسان أهل السودان يلهج بالتحية لإخوته في قطر على لسان شاعرهم والشعرُ يَطْفُرُ وثاباً يُسابقُنِي يُزْجِي التحيةَ وَشْيٌ حَرْفُه ذَهَبُ ظلَ الأميرُ شريكَ بلادِنا محناً لو طالتِ الشمسُ مِنْها الشمسُ تَحْتَجِبُ ردُ الجميلِ للدوحةِ الغراءِ كمْ صَنَعت ذاك الجميلَ وكم حكامُها وهبوا والصاحبُ الحقُ في البأساءٍ تعرفه إذ ليس يُثنيه عن إِقدامِه سَببُ وختاماً نقول هي وثبة واثقة وخطى حثيثة نحو الكأس الأممية، والتربع على عرش الكرة العالمية، بل الرياضة بكل ضروبها بعد أن نالت واستحقت لقب (عاصمة الرياضة) بما قدمت من الإنجازات التي يشهد بها الجميع.