13 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر والسودان: صنائع المعروف وسحائب الإحسان

15 يونيو 2023

أثبتت قطر أنَّها الشريك الأكثر فاعلية في المجتمع الدولي لتعزيز وتحقيق الأهداف المرتبطة بالعمل الإنساني ومساعدة الشعوب المنكوبة، وتخفيف المعاناة الإنسانية في عالم تحيط به الكوارث الطبيعية من سيول وفيضانات وزلازل وتغير مناخي وتحيق به الأوبئة الفتاكة، وتنهكه النزاعات والحروب، فظلت دولة قطر ترمي بسهامها في كل المجالات وتدلو بدلوها في كل الميادين حتى جعلت من نفسها أيقونةً للعمل الإنساني وملتقى للغرماء وبوتقة للسلام ومهما جرى قلمي على هذه الصفحات لا يفِ بما قدمته قطر على المستويين الإقليمي والدولي. أما نحن أهل السودان، فستظل ألسنتُنا تَلْهَجُ بالشكر، وأفئدتُنا تنبض بالعرفان لدولة قطر قيادةً وشعباً، فقد أظلتنا سحائبُ كرمهم وسخائهم من غير منٍ ولا أذى، وغمرتنا مواكبُ عطائهم دون انتظارِ مقابلٍ، فاحتضنت دوحةُ الخير مفاوضات سلام دارفور وبذلت جهوداً مضنيةً وصبراً جميلاً، وتكللت جهودُها بتحقيقِ السلامِ والوئامِ بين أبناءِ الوطنِ الواحدِ بعد صراع طال أمَدُه، وفاق حدَّه، ولم يُقْتَصرْ دورُ الأشقاءِ في قطر بإقناع الأطراف بوضع السلاح فحسب بل تجاوز إلى البناء والتنمية، فكانت المشروعات الاقتصادية والتعليمية والصحية وأصبحت الفرحة فرحتين، ورسمت ابتسامة على وجوه النازحين واللاجئين وهم يعودون في رحلة طوعية إلى ديارهم وربعهم. كذلك فعلت في شرق السودان بعد اتفاق السلام مع جبهة الشرق عام 2006م. وفى شمال السودان في مشروع تأهيل الآثار وفى بناء سد مروى. وظل رأسُ المالِ القطري من أكبر المساهمين في التنمية والاستثمار بالسودان، في الزراعة والصناعة وغيرها من النشاطات التجارية. وأطلت السيولُ والفيضانات محنةً وابتلاءً أحلَّ بأهلِ السودان فتتداعى لها أهل الخير والبر والإحسان من الدول الصديقة والشقيقة، وكانت دولة قطر كما عَهِدَهَا أهلُ السودان في مقدمة الركب الإنساني، ولم تبرح المنظمات الخيرية القطرية مكانها في السودان متمثلة في قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري وغيرها من المنظمات ولسان حالهم يقول: إذا ردد إخوتُنا في السودان لحنَ الفِدا وثَبْنَا سراعاً وكُنَّا صدى وسِرْنا صُفُوفاً نلاقي الرَدى ولو كان حوضُ الرَدى موردا وحقيقةً تعجزُ الأقلامُ وتَعْيَ الألسنةُ وتتقاصرُ الكلماتُ عن حَصْرِ أيادي قطر وجمائِلها وفضائِلها على السودان وأهله. والآن والسودان يَشْهَدُ أسوأَ كارثةٍ وأكبرَ مُصِيبة منذ استقلاله بل في تاريخه الحديث، حرب ضروس لم تُبْقِ ولم تَذر، قضت على الأخضر واليابس، شَرَّدَتْ وهَجَّرَتْ، وأبدلت المواطن بعد أمنٍ خوفاً، في ظلِّ هذا الوضع الإنساني البالغ السوء وتفاقم الأوضاع الأمنية والصحية وصعوبة الظروف الحياتية والمعاشية تتقدم دولة قطر الصفوف فتسير قوافل الدعم بكل أشكاله جسوراً جويةً تحمل المؤنَ الغذائية والأجهزة والمعدات والمواد الطبية إلي ولايات السودان المختلفة، وتحمل أبناء السودان المقيمين بقطر في رحلة العودة للدوحة لمزاولة أعمالهم. ويتابع أهل السودان الجهود الصادقة التي يقوم بها سمو الأمير تميم بن حمد حفظه الله مشكوراً وتواصله مع قيادات الدول على المستوى الإقليمي والدولي لإيجاد مخرج سياسي ودبلوماسي لهذه الأزمة. حيث حملت الأنباء نبأ الاتصال الذى تم بين سمو الأمير والرئيس عبدالفتاح السيسي الذى بحث موضوع إيقاف الحرب وإحلال السلام في السودان. بالأمس جاءت الأنباءُ تحمل البُشرى لأهل السودان بانعقاد مؤتمر للمانحين للسودان والمنطقة في التاسع عشر من يونيو الجاري تشارك فيه دولة قطر جنباً لجنب مع السعودية ومصر وألمانيا والاتحاد الأوروبي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين. ويتطلع أهل السودان لدور محوري لدولة قطر في وقف الحرب وإحلال السلام. وإعادة البناء لما دمرته الحرب من بنيات ومرافق حيوية في التعليم والصحة والطرق والجسور والمطارات والكهرباء ومحطات المياه. تتدافع الحروف وتتسابق الكلمات وتتزاحم العبارات وتتبارى القوافي، ولكنها تعجز وتتضاءل في التعبير عن مشاعر أهل السودان تجاه الإخوة الكرام في قطر قيادة وشعباً. فشكرا وجزاكم الله خيرا سمو الأمير تميم. شكرا وجزاكم الله خيرا أهل قطر ومنظماتهم الخيرية وسفارتهم لدى السودان بقيادة السفير الهمام محمد بن إبراهيم السادة. سعيتم فكان السعيُ مشكوراً فإنْ جفَّ حبري عن التعبير..... يكتُبُكُمْ قلبٌ به صفاءُ الحبِّ تعبيراً.