20 سبتمبر 2025

تسجيل

الثقة المتنامية لرائدات الأعمال

18 فبراير 2024

تشكل النساء أقلية من سكان دولة قطر. ولكنها أقلية زادت من 24% من إجمالي عدد السكان إلى 28% خلال العقد الماضي، كما يتمتعن بتلقيهن للتعليم العالي، حيث يفوق عدد الطالبات في الجامعات القطرية عدد الطلاب الذكور. ويدير عدد كبير من النساء، بمعدل يصل إلى خمس السكان تقريبًا، أعمالهن الخاصة أو يخططن للقيام بذلك. ويتم تشجيع هذا التطور كجزء من رؤية قطر الوطنية 2030، وبدعم من السياسات الحكومية مثل برامج التوجيه والدعم المالي. وخلال العام الماضي، نُشِر تقرير حول الوضع الراهن والآفاق المستقبلية لرائدات الأعمال. وقد أطلق هذه المبادرة بنك قطر للتنمية، بالتعاون مع مركز نماء وغرفة قطر وجامعة قطر وجامعة HEC Paris في قطر. واشتملت الدراسة الاستقصائية الرئيسية التي ساهمت في إعداد التقرير على إجراء مقابلات مع 100 سيدة أعمال قطرية. ومن بين النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة أن النساء اللاتي يبدأن مشروعًا تجاريًا يفضلن في الغالب القيام بذلك بين سن 25 و34 عامًا، وأنهن يكن غالبًا من خريجات الجامعات. ويعمل أكثر من ربع هؤلاء النساء (28%) في قطاع الأغذية والمشروبات، في حين يعمل 19% في قطاع الملابس بشقيه التصنيعي وتجارة التجزئة؛ بينما جاءت قطاعات التجزئة الأخرى في المركز الثالث بنسبة 15%. وأشارت الدراسة إلى أن دوافع النساء لبدء أنشطتهن التجارية كانت متباينة، حيث أشار أكثر من النصف (54%) إلى ميلهن للاستفادة من الفرصة المتاحة لكسب المزيد من الأموال، في حين أشار 37% إلى رغبتهن في الحصول على قدر أكبر من الاستقلالية، وأشار 33% منهن إلى ميلهن لتلبية احتياجات السوق أو تعزيز مكانتهن الخاصة. وأراد ربع المشاركين في الاستطلاع تطوير منتج أو خدمة كانوا شغوفين بها، حيث كان بمقدور المشاركين في الاستطلاع ذكر أكثر من عامل تحفيزي. وكانت المدخرات الشخصية المصدر الأكثر شعبية لرأس المال الاستثماري، حيث ذكرها 44% من المشاركات من صاحبات الأعمال القائمة بالفعل، تليها القروض الشخصية بنسبة 33% والقروض التجارية بنسبة 28%. وكانت نسب النساء اللائي يسعين لبدء مشروع تجاري مختلفة إلى حد ما، حيث أفاد 21% فقط أنهن اعتمدن على مدخراتهن الشخصية، و36% منهن على القروض الشخصية، و50% على القروض التجارية. وكان أكثر من نصف رائدات الأعمال حاصلات على شهادة علمية على الأقل، وكانت نسبة كبيرة منهن مؤهلة للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه. ومن خلال المعلومات المتداولة، من المحتمل أن تكون رائدات الأعمال قد حصلن على نسبة من المدخرات الشخصية بشكل مباشر أو غير مباشر من ثروة الوالدين. ومن الممارسات الشائعة، في منطقة الخليج وأماكن أخرى، أن يقوم أصحاب الشركات العائلية بمساعدة أبنائهم على إنشاء شركات فعلية باعتبارها تجربة جيدة في حد ذاتها وللمساعدة في اكتساب المهارات والمعرفة التي قد تكون مفيدة للشركة العائلية. وإذا لم تصبح الشركة مربحة وناجحة، فمن الممكن أن تظل تجربة قيمة، ولا يكون لخسارة الاستثمار نفس العواقب السلبية كما لو كان رأسمال الشركة الناشئة عبارة عن قرض مصرفي. وفي الدراسة الاستقصائية، ورد أن العوامل الرئيسية التي تعوق رائدات الأعمال تشمل ارتفاع الإيجارات بنسبة 35% لدى رائدات الأعمال اللائي لديهن أعمال تجارية قائمة و29% لدى أولئك اللائي يسعين إلى بدء عمل تجاري. وكان العثور على الأشخاص ذوي المهارات المناسبة هو العامل الثاني الذي ورد في كلتا الفئتين، بنسبة 30% و21% على التوالي. واشتملت قائمة التحديات أيضاً على اللوائح الحكومية، وعمليات الترخيص، والتمويل.. وتحرز قطر نتائج جيدة على الصعيدين الإقليمي والعالمي في تصنيفات ثقافة ريادة الأعمال، وفقًا لتقرير قطر الوطني 2021 الصادر عن المرصد العالمي لريادة الأعمال، ولكن هناك حتمًا العديد من السياسات التي يمكن تطويرها وتحسينها. وهناك تحديات معينة تواجه النساء، فعلى سبيل المثال، كانت 87% من النساء المشاركات في دراسة 2023 يتحملن مسؤوليات الرعاية، في حين يواجه كل من النساء والرجال العديد من التحديات، مثل الوصول إلى المشورة المالية والأشخاص المهرة. ويتمثل مفتاح تعزيز الفرص المتاحة للمرأة والتنمية الاقتصادية بشكل عام في التشجيع على إنشاء الأعمال التجارية وتوسيع نطاقها، والقيام بذلك في جميع القطاعات.