14 سبتمبر 2025

تسجيل

حسن الظن.. رغم العيوب

18 فبراير 2021

•تظهر لنا من البشر أقوال وأفعال ومواقف يفترض أنها انعكاس لأعماقهم ونياتهم، والأصل الذي يكون في التعامل معهم هو حسن الظن بهم وعدم تأويل أي قول أو موقف نقيض ذلك حتى وإن بدرت منهم مواقف تستدعي الدهشة وسوء الظن. •نحسن الظن بهم لما يظهر منهم من حسن خلق، وحسن ظن بالآخرين بما يذكرونه من ذكر طيب في غيابهم وبإعطاء المبررات والأعذار لصدق تعاملهم وقولهم. •حسن الظن الذي يرجوه ويتوقعه كل إنسان في تعامله مع الآخرين، لا يعني أن الناس بلا عيوب، فالعيوب تتفاوت من عيب وعيوب تضر صاحبها مثل التفكير الزائد ولوم الذات والندم والحساسية المفرطة، أو عيوب تضر الآخرين مثل الغيبة والنميمة والسخرية والكبر والكذب وسوء الظن. •حسن الظن وافتراض حسن النية لا يعني أن تخلو الأيام من صدمات بعض البشر وسوء خلق ونية وتعامل معهم، الدنيا كما تعطي وتجعل في دروبنا ناساً أنقياء وصادقين فهي تسقط أمامنا نقيض ذلك من أنصاف البشر. •الأصل في التعامل بحسن الظن بهم، وحُسن الخلق والصبر عليهم وافتراض حسن النية وإعطائهم الأعذار، فذلك يجعل المساحة للوصول اليهم متاحة ومتسعة دون عواقب وعراقيل، والوصول سهلًا لبوابة أرواحهم وعقولهم؛ حتى وإن كان منهم بعض الصدّ أو سوء ظن وفهم للإقبال عليهم وصدق التعامل معهم. •كما الأرواح تتفاوت في صدقها ورقيها وإحساسها وشفافيتها، تتفاوت العقول في فهمها ورؤيتها واستيعاب الصورة كاملة لشخوصها وفهم حقيقي لملامحها وصمتها ورموز قد تكون، فأصعب الشخصيات التي لا يمكن مجاراتها والاقتراب منها المهرج أو الأرجوز!، لأنه يخفي ملامحه بالألوان، ويلعب ويقفز ولا يمكن مجاراته ومعرفة ما وراء ملامحه ولا يمكن افتراض حسن النية التي جعلت ظلمة وسواداً يعجز الإنسان من خلاله عن رؤيتهم بوضوح وشفافية. •آخر جرة قلم: الروح الراقية هي الباقية والوفية، في زمن غابت الأرواح خلف أشكال الأقنعة وسلطة المال والكذب والنفاق والتلون، عندما يغيب الوفاء عن جوهر الأخلاق، لا ترجو خلقاً ومشاعر لصاحبها يبقى، فعندما تملك روحاً نقية وصادقة وشفافة وفية لا تندم على من غادر ورحل، لأنهم عجزوا عن الوصول إليك، لسواد أعظم سيطر عليهم وأعمى أبصارهم وطمس الران على قلوبهم وبصيرتهم وجعل من الصعب افتراض حسن الظن بهم وتحمل عيوبهم. [email protected] Tw:salwaalmulla