13 سبتمبر 2025

تسجيل

شالوم !

18 فبراير 2019

خلاص انتهينا! فالعلاقات الخليجية الإسرائيلية باتت واضحة ومعلنة ولا يمكن لأكبرها ( شنب ) من وزراء خارجية دول الحصار أن ينكر هذا الزواج الذي بدأ بمغازلة على استحياء ثم تغزل في العلن وتطور لخطوبة ومأذون شرعي ليختتم الأمر بالزواج في قصة كان معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر رئيس الوزراء وزير الخارجية الأسبق قد ذكرها بشيء من الدعابة بعد المقطع المرئي الذي طرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقي انتشاراً واسعاً يظهر فيه وزراء خارجية الإمارات والسعودية والبحرين في جلسة حوار تنظيمية غير معلنة على هامش مؤتمر وارسو للسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وهم يمنحون إسرائيل صك براءة من كل جرائمها التي ينفذها جيشها بحق الأبرياء والمدنيين في غزة في الوقت الذي لم يعطوا حق الدفاع عن النفس لحركة المقاومة حماس ورأوا حسب تعبير (الثلاثي المرح) الذين تقود دولهم حصاراً على قطر منذ ما يقارب العامين فرضته في فجر رمضان كان من الممكن أن يراعوا فيه حرمته وقدسيته في قولهم إن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها ضد أي هجمات تهدد أمن أراضيها ومواطنيها قبل أن يعود نتنياهو ويسحب هذا المقطع ربما جاء هذا الإجراء بعد توسل منهم له بعدم فتح باب التساؤلات التي ستلاحقهم بعد تداول هذا المقطع الذي فجر من جديد رواية تنامي العلاقات الخليجية الإسرائيلية وخروجها إلى السطح وهذا ما رأيناه في ملاحقة الصحفيين والمراسلين لهؤلاء الوزراء وهم يخرجون مجتمعين من إحدى القاعات التي اشتبه فيها الإعلاميون أنها مكان اللقاء السري الذي جمع نتنياهو بهم وسؤالهم المتكرر لهم: هل اجتمعتم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي للتو؟! قبل أن يقابلوا هذا السؤال الملح بالتجاهل والتهرب الذي تأكد جوابه بمجرد عدم الرد عليه! كنت قد ذكرت في بداية هذا المقال ما قاله (أبو جبر) وهو أحد (الحمدين) اللذين نفخر بهما وبتاريخهما حول هذه الخطوبة التي تحولت بصورة ملتوية إلى زواج غير معلن وانا مع حديثه الذي قال فيه أنه مع (التطبيع المقنن) مع إسرائيل ولكن لا يجب أن يتحقق هذا التطبيع على حساب هدر وهضم حقوق الفلسطينيين وتجاهل مطالبهم وأن التطبيع في الأساس يجب أن يقوم على العدل السياسي والإنساني ذلك أنه في نظري الشخصي لم يعد هناك أي مهرب من الاعتراف بهذا الكيان الدخيل المتأصل في عمق وطننا العربي والذي ساعدنا عربياً على استقراره ومد جذوره في أرض فلسطين حتى وإن أنكر معظمنا هذا الدور العربي الذي لن تسقطه ذاكرة التاريخ ولا حتى كتبه القديمة ولم تعد إسرائيل في عرف كثير من الحكومات العربية والخليجية ذلك العدو الذي تربت أجيال السبعينات والثمانينات على هذا الوصف تحديداً بعكس الأجيال التي أعقبتهم والتي يجهل معظم من ولدوا بعدهم ماذا يعني إسرائيل بل ماذا تعني فلسطين تحديداً تماماً كما أصبحوا يجهلون الآن ما حدث ويحدث في سوريا واليمن والعراق والصومال ولبنان وتونس وليبيا وما باتت عليه السودان الآن من مظاهرات تطالب بإسقاط نظام البشير ولذا لا يبدو أنه سيكون لنا من المفاجأة وما يتبعها من عملية شهيق تتوقف عشرين ثانية قبل أن تتابع مرحلة الزفير الحار إن تم إطلاق حفلات التطبيع العربي الإسرائيلي إن كنا نمر فعلاً وواقعاً في مرحلة تطبيع لم تكتمل فصوله مع هذه (الدولة) التي اعترف بها العرب قبل الغرب وباتت ( جارة ) وإن كانت جارة محتلة مثلها مثل ( دولة فلسطين ) وإن بقيت مستحلة من قبل إسرائيل ولكن يبدو أن الدول الخليجية الثلاث مصرة على الغزل ( الشفاف ) الذي لا يجب أن يلحظه أحد ولا تشوبه شائبة يمكن لشعوبها بعدها أن تثور قيامتها وتستنكر وتعود بغضبها إلى أيام السبعينات والثمانينات لتتذكر بأن إسرائيل عدو وستبقى عدواً وربما تبالغ في حميتها وتستذكر للأجيال الجديدة تاريخ تل أبيب وما تفعله في فلسطين وكيف باع العرب وبأي ثمن بخس اشترت إسرائيل ولذا سيظل التكتم قائماً حتى تتعدى أشهر الحمل ويخرج الوليد يتحدث ( العبرية ) وهي هجين بين العربية والإسرائيلية !. [email protected]