على رسلك يا الجارالله

مطلع النصف الثاني من شهر فبراير الجاري صفعنا الكاتب الكويتي الكبير احمد الجار الله بمقال في صحيفة السياسة الكويتية ملطخ برائحة النفاق السياسي، وبراعة تامة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان عناصر النفاق وخصاله ثابتة لا تتغير، قد تتغير أساليب النفاق ووسائله وهي كثيرة، الا ان اخطر ألوان النفاق وأشدها ضررا على البشرية هو النفاق السياسي الذي ابدع فيه الكاتب الهمام الاستاذ الجار الله ونشره على الملا تحت عنوان "محمد بن راشد.. خفف الوطء حتى نستطيع اللحاق بك". ثقافة النفاق السياسي في أوساط المجتمعات مدمرة للعلاقات الإنسانية وأواصر الترابط الاجتماعي والوطني لأنها تولد حجما من عدم الثقة بين المثقفين، وهذه النوعية من الكتاب يسعون جاهدين لحشد الناس وراء سياساتهم ولا يهمهم ان كان تأييد الناس بالاقتناع أو بالرياء والخوف، فهم المسؤولون عن ثقافة الكذب السائدة في المجتمع، وهم يسعون لحشد المتسلقين والانتهازيين، كما انهم لا يرون في الفئات السياسية والثقافية النقية والنظيفة إلا خطرا عليهم، لأنها في نظرهم معادية لممارساتهم وسلوكياتهم التي تأبى إلا أن تكون هي الصحيحة والمقدسة.من حق اي كاتب كان ان يلمّع وينافق من يريد لكن ليس من حق احد من هؤلاء ان يمس الاخرين وينعتهم بالتخلف، لقد تطاول كاتبنا الكبير وأساء لحكام دول المنطقة وبالاخص وطنه وحكامه بمبالغته في تمجيد ما وصلت اليه "امارة دبي" من تقدم، كان النفاق واضحا حين حمل "حاكم دبي" مسئولية ارهاق "حكوماتنا وحكامنا" بمحاولة اللحاق به في المبادرات والأفكار الخلاقة التي يكتب من خلالها تاريخ الإمارات العربية بوصفها رائدة التنمية ودولة مستقبل "في إقليم لا يزال يعيش في الماضي"..اي ماض تتحدث عنه ونحن نرى التطور والازدهار يعم كل دول المنطقة وما "دبي" الا إمارة من سبع امارات تجمعها المحبة تحت لواء وغطاء واحد هو دولة الامارات العربية المتحدة، التي هي ضمن منظومة ست دول خليجية تحفها مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، نستغرب منك هذه التفرقة في تمجيد امارة على باقي دول الخليج الاخرى التي حققت جميعها تطورا وتقدما، ضمن برنامج ممنهج وتدخل دولة قطر بثقة في خط هذا التوجه، فأصبحت بفضل قيادتها الرشيدة رقما عالميا بين الأمم وحجزت مكانها في مصاف الدول المتطورة، وسابقت بجدارة الزمن وخطّت طريقها بثقة للحاق بركب الحضارة الحديثة.كال الاستاذ الجار الله حزمة من الإساءات لحكام المنطقة فقال "اننا أمام مرحلة جديدة من الإحباطات التي ستصيب العديد من حكومات ومسئولي المنطقة لتخلفهم عن اللحاق بحاكم دبي".. قمة النفاق السياسي حين لا يتورع عن تمجيد البعض وتحقير الاخرين بمن فيهم حكامه، وما ردكم على قوله "لقد وهن العظم منا واشتعل الرأس شيبا.. أنتم تبنون في وقت يعتري الخوف الجميع من حولكم على حاضرهم، لأنهم لم يعملوا لمستقبلهم كما تعملون".أطراف النفاق السياسي كما هو معروف ثلاثة والطبقة السياسية هي الأداة التنفيذية التي تقوم على تدمير الحياة الاجتماعية وتشويه صورة المجتمع، فهم يعملون بجهود خارقة على إقصاء الفئات النقية عن ممارسة دورها في المجتمع.احمد الجار الله كاتب سياسي ورئيس تحرير ورمز من رموز صحافتنا الخليجية، وما انزلق اليه جعله يتقوقع في خانة أصحاب الأقلام الانتهازية المنافقة وأصحاب الشهادات الكرتونية.. وسلامتكم.