15 سبتمبر 2025

تسجيل

نمو الصناعة البتروكيماوية قوة دافعة لاقتصاد دول التعاون

18 فبراير 2015

نمو القطاع الصناعي بدول الخليج ركيزة المؤشرات الاقتصادية الآخذة في الصعود، في ظل أوضاع مقلقة تجتاح الأسواق العالمية جراء النزول غير المبرر لأسعار النفط، والنزاعات المسلحة التي أثرت على إنتاجيات الأسواق العربية.وأركز حديثي على قطاع البتروكيماويات الذي يعتبر رديفاً للطاقة، لكونه أهم مخرجاتها، فقد استحوذ على 11% من الطاقة الإنتاجية للبتروكيماويات في العالم، خلال السنوات الأخيرة.وتضاعف خلال العامين الماضيين بسبب زيادة الطلب عليه من قبل قطاعات الإنشاء والبناء والتعدين والصناعة، ونظراً لافتتاح عدد كبير من الشركات العاملة في هذا المجال.وما حداني لهذا الموضوع هو تقرير منظمة الخليج للاستشارات الصناعية الصادر مؤخراً، الذي أعلن عن بيانات ضخمة لإنتاجيات صناعة البتروكيماويات في دول التعاون، وذكر أنّ هذه الصناعة شهدت نمواً خلال السنوات الأخيرة، ونهضة قوية عززت من مكانة دول الخليج كمورد أساسي عالمي.وبات هذا القطاع يشكل أحد الأنشطة الصناعية التحويلية، فهو يستوعب 59.6% من الأموال المستثمرة في هذه الصناعات، أيّ ما يعادل 220.3% مليار دولار.وأشار إلى أنّ الشركات الناشطة في قطاع البتروكيماويات بلغت 3184 شركة، وتضم صناعات الأسمدة، وتكرير النفط، والغازات الصناعية.وقد تهيأت أرضية ملائمة من الطاقة لإمداد صناعة البتروكيماويات مثل توافر مواد الميثان والإيثان، لإنتاج الأمونيا واليوريا، وتوافر مواد الميثانول والإيثلين أيضاً.كما مثلت صناعة المنتجات البترولية المكررة في دول الخليج نسبة 9.7% من إجمالي 43.9% من الاستثمارات، ويبلغ حجم الاستثمارات 96.8 مليار دولار، ومثلت صناعة المواد الكيمائية الأساسية حوالي 5.9% من المصانع، و2.5% من إجمالي الاستثمارات.وذكر التقرير أنّ صناعة الأسمدة والمركبات الآزوتية مثلت نسبة في الصناعات البتروكيماوية وهي حوالي 2.9% من عدد المصانع، أيّ حوالي 7.1% من إجمالي الاستثمارات.وفي صناعة اللدائن والبلاستيك مثلت نسبة 4.3% من إجمالي عدد المصانع، و37% من الاستثمارات، وشكلت صناعة المبيدات نسبة 0.2% من الاستثمارات، وقدرت بـ 43مليون دولار.ومثلت صناعة الدهانات حوالي 6.8% من المصانع، أيّ 1.1% من الاستثمارات، أما صناعة المنظفات فشكلت 9.7% في 2013، وقدرت الاستثمارات بـ790 مليون دولار.ومثلت صناعة المنتجات الكيمائية 6.9% من عدد المصانع، أيّ نسبة 1.4% من الاستثمارات بلغت 3.1 مليار دولار.وقدرت صناعة الألياف بـ1.4% من الاستثمارات، أيّ 3 مليارات دولار في 2013، كما قدرت استثمارات صناعة المستحضرات الصيدلانية 1.5مليار دولار.ويقدر حجم الاستثمارات في صناعة الإطارات والمنتجات المطاطية بـ 6.2 مليون دولار، وصناعة الصفائح والشرائح بـ4% من عدد المصانع، باستثمارات تقدر بـ671 مليون دولار، وتمثل صناعة مواد البناء بـ 613 مليون دولار من حجم الاستثمارات، وصناعة إعادة التدوير والرخام الصناعي تقدر باستثمارات بلغت 244 مليون دولار.وأشار تقرير ثان ٍإلى أنّ القدرات التصنيعية لدول الخليج زادت بفضل قطاع البتروكيماويات من 2003 وحتى 2013.وتحتل دول التعاون مراتب متقدمة في تصدير المواد البتروكيماوية، وهو مؤشر متفائل على نموها المستقبلي.وذكر تقرير ألماني أنّ القدرة الإنتاجية لهذه الصناعة بلغت 142 مليون طن سنوياً في 2013، وبزيادة قدرها 10.5%، ومن المتوقع زيادتها خلال السنوات القادمة.وقدرت جمعية الخليج للبتروكيماويات أنّ دول التعاون سترفع إنتاجها بنسبة 40% خلال الأعوام المقبلة، ليصل إلى 199.5 طن سنوياً بحلول 2018.نحن إزاء إحصاءات ضخمة تنبئ بنمو جيد للصناعات القائمة على البتروكيماويات، ولكن في ظل الوضع الراهن للاقتصاد العالمي، والمخاوف من تأثر الصناعات بالأحداث الجارية، يرى صندوق النقد الدولي ضرورة بناء نموذج جديد للنمو، يكون مدفوعاً بإنتاج الصناعة البتروكيماوية وغير النفطية، ويكون قادراً على إنقاذ اقتصادات المنطقة في حال هبوط المزيد من أسعار من النفط.