27 أكتوبر 2025
تسجيلما لا نقبله من جرائدنا المحلية غير الناطقة بالعربية والصادرة تحت عباءة مؤسساتنا الصحفية المحلية هو ذلك الانفصال التام عن قضايا مجتمعنا، حيث يلاحط ابتعادها عن التفاعل مع الاحداث الكبرى في المجتمع، فهي مقصرة بل مغيبة عن القيام بدورها في خدمة الوطن وفي التركيز في تغطياتها الخجولة على ألاحداث أو الفعاليات التي تتميز بها دولة قطر على المستوى الاقليمي والعربي وحتى النطاق العالمي، حيث اصبحت قطر علامة مميزة في الكثير من المحافل التي لا نجد ذكرا لها في هذه الصحف القطرية الصادرة بالانجليزية. معروف ان صحافتنا المحلية تقوم بدور مهم في خدمة قضايا التنمية وفي المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والتعليمية وغيرها وتحرك الرأي العام لمساندة ودعم هذه القضايا في جميع المجالات ورفع الوعي العام لدى افراد المجتمع، وهذا ما يجب ان ينسحب كذلك نحو تفاعل الصحف الاجنبية لدينا في تناول هذه القضايا المهمة وهو امر مطلوب، إلا أن ما درجت عليه تلك الصحف متابعة قضايا تهم الحاليات الأجنبية التي تفرض حضورها فيما يخدم قضاياها وتكتفي بنشر اليسير جدا من أحداث المجتمع القطري. قطر بانجازاتها لا تخلو من تصويب سهام سامة تتعرض لها مسيرتنا الظافرة، وهجمات أنانية ومصلحية من أصحاب النفوس الضعيفة والحاقدة، ما يتطلب الوقوف بشدة ضدها ليس من منطلق التطبيل والتصفيق فهذا ليس من طبعنا ولا من شيمنا، ولكن من حقنا أن نطالب الصحافة الاجنبية الصادرة عندنا والمحسوبة علينا أن تحمل الهوية والانتماء، خاصة تلك الموجهة للجاليات الاجنبية المقيمة بيننا، كي لا تكون صحفا أجنبية تطبع وتصدر في قطر وهذا ما يسلخها عن جلدتها وهويتها المحلية.نقدر ونتفهم أن للصحيفة مصالح وارتباطات مهنية وتعهدات تجارية، ولكن تبقى مصلحة الوطن أهم من كل شيء فهي تسمو على الجميع، ومطلوب من الصحف المحلية — مهما كانت اللغة التي تستعملها — أن تساهم في نقل الصورة الحقيقية والكاملة عن الوطن، خاصة أن أعين العالم مركزة على بلادنا، فالكثير من الدول الاجنبية تتحصل على معلوماتها عن قطر من خلال الصحف الصادرة باللغة الأجنبية.الواجب الوطني يفرض علينا وضع المؤشر الى هذه الاشكالية مع صحفنا الاجنبية وان ننبه الى ضرورة ارتقاء التغطية الاعلامية للأحداث والأنشطة المحلية التي تعزز من مكانة قطر الدولية، فطالما منحنا الفرصة للوسيلة الاعلامية بالنشر سواء باللغة العربية أو بغيرها فيستحق الوطن أن تتحصل قضاياه على تغطية اخبارية وتحليلية شاملة وموضوعية ومهنية ، وأن يتحمل الاعلامي — مهما كانت جنسيته — مسؤوليته في ذلك. صحافتنا المحلية العربية تمكنت من تطوير ذاتها بعد أن نجحت عموما في مواجهة عللها ونقائصها وكسبت مصداقية وقدرة على استقطاب اهتمام الرأي العام، وإبراز الصورة الحقيقية عن الوطن ونجاحاته في مختلف الميادين، ويبقى السؤال عن وضعية صحفنا الأجنبية، هل يمكن ان تتحمل واجبها بان تكون مرآة موضوعية ونزيهة للمجتمع وللوطن؟ في مسيرتنا الصحفية احداث لا يمكن للحياد أن يكون له أي مجال معها ولا للصمت أن تكون له أية فرصة، لان مثل هذا التوجه يقضي على اعلامنا ويجرده من أحقية صفة المواطنة، فأصحاب القبور هم الوحيدون الذين بدون رأي. وسلامتكم