14 سبتمبر 2025

تسجيل

ندرة المتحدثين الإعلاميين القطريين

18 فبراير 2014

أثبتت قطر منذ أوائل الألفية الثانية وبفضل من الله ثم بفضل سياستها الحكيمة، أنها تسير بخطىً طموح وثابتة نحو مستقبل مشرق يجعلها في مصاف الدول المتقدمة في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية والصحية والرياضية، هذه الخطى الحثيثة أكدها عدد من التقارير من العديد من المنظمات المعنية بهذه الأمور، ولعل آخرها ما تضمنه تقرير التنافسية العالمية لعام 2013 / 2014 والذي يصدر سنوياً عن المنتدى الاقتصادي العالمي باعتبارها أكثر الاقتصادات تنافسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تبوأت قطر المركز الأول على المستوى العربي والثالث عشر على المستوى العالمي.تقرير التنافسية العالمية بطبيعته يسلط الضوء على غالبية دول العالم ويقيس درجة التنافسية بينها بكل تجرد وحيادية، ويتضمن قياس تطور المؤسسات والبنية التحتية، وبيئة الاقتصاد الكلي، والصحة، والتعليم العالي، والتدريب، وكفاءة سوق السلع، وكفاءة سوق العمل، وتطور الأسواق المالية، والجاهزية التقنية، وحجم السوق وتطور الأعمال، وهو يستند بشكل عام إلى مؤثر التنافسية العالمي الذي حدده منتدى الاقتصاد العالمي عام 2004، ويعتمد على العديد من المؤشرات التي ترتكز بدورها على بيانات رسمية وآراء لآلاف المسؤولين التنفيذيين في البلدان التي يشملها المسح.هذا الإنجاز والتميز لم يأتِ بلا شك من فراغ، وإنما جاء نتيجة عمل متفانٍ ومخلص تحت إدارة منظومة متكاملة تسابق الريح للوصول إلى مثل هذه المنجزات، وجعل قطر من الدول الرائدة والسباقة في كل المجالات. هذه المكانة التي احتلتها قطر جعلتها محط أنظار العالم أجمع وحديث الدول والشعوب، ومدى ما حققته هذه الدولة الصغيرة بحجمها والكبيرة بعطائها من إنجازات في بضع سنين، حتى وصلت إلى ما هي عليه من مكانة عالية تستحق من الجميع احترامها وجعلها نموذجاً يحتذى بين الأمم والشعوب.ومن هنا كان لزاماً على الدولة مقابل هذه المكانة العالمية والنجاحات المتتالية على كافة الأصعدة بأن يكون لديها عددٌ لا بأس به من المتحدثين أو الناطقين الإعلاميين القطريين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والرياضية وغيرها من المجالات، يستطيعون من خلالها أن يعكسوا مدى التطور والتقدم الذي تحظى به قطر، وقادرين أيضاً على مواجهة أي هجمات إعلامية شرسة من وسائل إعلام أو أفراد يريدون أن ينشروا أكاذيبهم وتزييف الحقائق على الجمهور، في ظل غياب الطرف الآخر، وهي الحالة التي نعاني منها كثيراً في قطر، خصوصاً هذه الفترة وبعد الربيع العربي الذي قلب الموازين وأصبح للإعلام دوره الفعال في تشكيل الرأي العام، وتجييش الشعوب ضد الخير أو الشر.ما يهمنا نحن في قطر أن تكون لدينا كوكبة من الإعلاميين المؤهلين والمدربين، كل في مجاله سواء السياسي أو الاقتصادي أو الرياضي حتى يتبنى وجهة نظر قطر في أي موضوع قد تُزَجُّ قطر في تفاصيله، وتكون الحاجة ملحة جداً لأن يكون الصوت القطري حاضرا وجاهزا لكل السيناريوهات الإعلامية المتوقعة.فندرة وجود متحدثين إعلاميين قطريين في وسائل الإعلام المختلفة، يضع قطر في إحراج كبير بالنظر إلى ما تملكه من وسائل إعلامية عملاقة، تحتم عليها أن يكون لديها صفٌ محترف من الإعلاميين القطريين القادرين على يكونوا خير سفراء لبلدهم في هذه الوسائل. هذا الأمر يحتِّم ضرورة أن تكون لدينا مؤسسة متخصصة ولديها الإمكانات البشرية والمادية لاستقطاب العدد الكافي ممن لديهم الكفاءة والقدرة، على أن يكونوا متحدثين إعلاميين متميزين مفرغين للعمل في هذا الشأن، ويتم تدريبهم وفق أعلى المعايير العالمية التي يتطلبها الإعلام الحديث، وألا يقتصر فقط على الوسائل الإعلامية التقليدية كالقنوات الفضائية أو الإذاعة أو الصحافة، وإنما حتى وسائل التواصل الاجتماعي الحديث الذي أصبح هاجس شعوب العالم بأجمعه.لا بد ألا يخلو تدريب هؤلاء الإعلاميين من التعامل بحرفية مع أي وسيلة إعلامية، وبضبط النفس الذي من شأنه أن يؤثر كثيراً على المتلقي، وتسهم في إقناعه بوجهة نظره، وألا يَغفل حتى عن صغائر الأمور التي قد يكون لها تأثير فعال في المتلقي، كالإيماءات الجسدية التي من الممكن أن تكفي عن الكلام الكثير، وتوصل رسالة إيجابية في أقل جهد ووقت!!وإن أردتم أن تعرفوا أهمية هذا الأمر فتابعوا ما توليه الدول العظمى من اهتمام في أن يكون لديها متحدثون إعلاميون بارعون في الخطاب السياسي أو الاقتصادي أو الرياضي، لكي يصلوا من خلالهم إلى أهدافهم المنشودة بأي ثمن كان وبأي طريقة كانت!!فاصلة أخيرةيجب أن نزرع حب الوطن والانتماء والثقة بالنفس لدى أبنائنا، وأن نعودهم على أن يتحملوا الأمانة التي وضعها الأجداد والآباء في أعناقهم.. عندها سيكون كل قطري متحدثا لبقا لا يشق له غبار، ولن يتجرأ أحد حينها على المساس بكرامته ووطنه.