14 سبتمبر 2025
تسجيليقول المثل الخليجي "قديمك نديمك لو الجديد أغناك". ومن منا لا يشتاق إلى ماضيه؟! وإلى تلك الأيام التي كنا نقول فيها "للحين الدنيا بخير ".. ذكرى تجمعنا... وقلوب تذكرنا بكل خير... في السابق... بالرغم من بساطة الجميع... كان "الحال واحد"... وفي يومنا الحالي "يالله نفسي"... كانت الأبواب مفتوحة بقدر وساعة صدورهم... واليوم تُطفئ الأضواء الساعة العاشرة ليلاً... الحياة تغيرت... وتبدلت... عذراً!!! لم تتغير الحياة بقدر تغيير البشر! فكما قال الشاعر سعد المسند: الوقت والدنيا تقلب بتبديل وحنا مع قوم الملاهي لهينا الناس فيها مع ضرابة التيل ومن الطمع يرجون ردا بحينا إقطع حياةٍ قافيتها غرابيل يا هبلكم يالي بها طامعينا قديماً... أبسط الأشياء تفرحنا وتكفينا... وسفرة واحدة تجمعنا... إلى أن أصبح كل شيء في متناول أيدينا... ومع ذلك نطمع بالمزيد... ونحن بغير حاجة إليه... فننسى من يتضور جوعاً... ويفتقد مسكناً... وين أول؟! ووين الحين؟! كنا نجتمع دائماً.. مع الأهل والأصدقاء... واليوم... "تويتر يجمعنا"... لا نراهم إلا صدفةً في مكان ما... والجهاز الصغير الذي نحمله... هو مرتكز حياتنا... وذكرياتنا! أتذكر... أننا لم نكن نملك سوى قناة واحدة! "ومشوشة بعد".. والقناة الثانية الانجليزية... التي تحتاج إلى تقليب "الأريل"... لمشاهدتها بوضوح... والآن... آلاف القنوات من كل حدب وصوب... بأدق صورة... فمن لم يدمن على مشاهدة قنوات الشوتايم... 24 ساعة مثل "الديج"؟! وكم فرد منا يستغل مشاهدة ما هو مفيد منها؟! آآآيه عليك يا زمن البطاطيل... زمن جميل... بالرغم من بساطته... ورحل من هذه الدنيا أكثر أهل البطاطيل... ولم ندرك قيمتهم... واليوم "حفر الأرض" الكعب العالي... وأبا البسايل... يمشي ويغازل... كنا نشدو بالكلمات والمصطلحات الشعبية... واليوم أصبح "Hi Honey" منهجنا! ها يمه؟! ها عيني؟! اشوله؟! اشحقه؟! وغيرها... مصطلحات تغيرت... وأصبحت مختلفة! "من عنوني".. "وااااااي"... "oh my god"... "أم ركبة سودة"! هكذا أصبح البعض....!!! وإن لم تكن الأغلبية.... في زمن البطاطيل... كانت القلوب متصافية... ولم يكن للزعل والغضب مكان في تلك القلوب... والجيران... أبوابهم مفتوحة.. كقلوبهم تماماً... عكس يومنا الحالي... وهذا ما تقوله إحدى عيايزنا... من زمن البطاطيل... وهي "ما تكلم اختها من ثلاثين سنة".... "متهاوشين على جدر الله يهداهم"... (أتغشمر يمه!).. أمور كثيرة قد تغيرت... ولا نعلم... ما الذي جعلنا نتبدل!! أهي انعكاسات همومنا؟! أم فجعنا بما نملك... هو السبب؟! ولكي أكون منصفة... ليس الجميع! بل معظمنا قد تغير قلبه... أو بالأحرى... نسينا ماضينا... ولم نتمسك به كثيراً... رائحة سوق واقف العطرة... وذكرياته القديمة.. المرتبطة بالماضي الجميل... كل طرف في هذا السوق أعشقه... وكل ركن من أركان تراثنا أهيم به... فكما قال الشاعر (خالد القحطاني) وهو يشدو بأجمل الكلمات: يا مسى الدوحة وريحة سوق واقف باختصار يا هوى الفرجان والكورنيش في وقت العشية يا غلا خور العديد ويا فضى أم الزبار يا فلا زكريت وأم باب وهدوء السافلية كل الذكريات القديمة... وطرٍ مضى... ولكنها خالدة في القلوب... حفر عليها آباؤنا وأجدادنا... جميل أطباعهم... ومنهج حياتهم... وصبرهم على الشدائد... وحسن أسلوبهم في الكلام... لاسيما نقاء حكمتهم... فنتعلم منهم الكثير والكثير... نقطة فاصلة: — الحين في ناس بيقولون اني مال أول... الجواب: لا انتوا موديل هالسنة!