10 سبتمبر 2025

تسجيل

العراق فائز وإن لم يفز

18 يناير 2023

دعوني أكون صادقة معكم تماما ودون أي لف أو دوران، كما يقولون، وهو أنني ولأول مرة لم أشعر بذاك الحزن والعصبية والتحسر والاستياء من تعثر مسيرة منتخبنا في كأس الخليج المقام حاليا في مدينة البصرة العراقية والهزيمة التي لحقته من منتخب العراق في لقاء نصف النهائي والذي على إثرها تأهل منتخب أسود الرافدين الشقيق للنهائي وملاقاة المنتخب العماني الشقيق أيضا في مواجهة سوف يخرج المهزوم في نظري فائزا بأي شكل من الأشكال ذلك أن خليجي 25 الذي سوف يكون غدا الخميس بإذن الله النهائي المراقب وإسدال الستار عليه وإعلان اسم الحاصل على اللقب الغالي بدا هذه المرة مزهوا بعودة سمعته وصيته القديم الذي لطالما كان فخورا بهما وكانت تعد بطولة الخليج مهرجانا كرويا يجمع الخليج، حكومات وشعوبا ومنتخبات، في وحدة لم يستطع حتى مجلس التعاون الخليجي أن يفعلها، سياسيا واقتصاديا، قبل أن تطرأ أمور لا يتسع المقام لذكرها وتخرج هذه البطولة باهتة تتخللها شوائب مختلفة حتى وصلت إلى إخواننا في العراق الشقيق لتنفض الغبار عنها وتعيد بهرجة زيها ويخرج خليجي نسخة 25 بشعب عراقي أصيل أبى إلا أن يظهر كرمه وفرحته بإقامة هذا المهرجان الخليجي الكروي على أرضه بعد 43 سنة منذ أن استضافت العاصمة بغداد المرة الأولى من البطولة وبعدها دخلت العراق في سجال طويل من انعدام الأمن والظروف السياسية الصعبة التي عصفت بالبلاد والعباد قبل أن تهدأ الأمور قليلا وبمساعدة الأشقاء لا سيما قطر التي حرصت على أن تجعل الفرحة تتسلل إلى كل بيت عراقي أعلن الاتحاد الخليجي لكرة القدم برئاسة سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني قبل إقامة البطولة بشهور عن الالتزام رسميا باستضافة كأس الخليج على أرض البصرة كما هو مقرر لها ودون أي تغيير والحمد لله فقد كان ذلك وها هي البطولة تسدل ستارها. والمميز فيها حتى الآن وما سوف نذكره جميعا في الخليج هي الجماهير العراقية التي أتت من جميع محافظات العراق ومدنها للحضور وتشجيع جميع المنتخبات دون استثناء، فلم تميز منتخبا عن آخر وكانت حاضرة في المدرجات بهديرها وأعدادها الكبيرة التي غطت مدرجات ملعبي البصرة والميناء الدوليين في جميع المباريات وبغض النظر إن كان منتخب العراق طرفا في إحداها أم لا، ولذا لم نشعر في قطر بالحزن على نتيجة مباراة قطر والعراق في مواجهتهما في نصف النهائي التي خرج منتخبنا بموجبها من أن يكون أحد طرفي النهائي وفي انتظار الفائز في مباراة منتخب عمان الشقيق ومنتخب البحرين والذي تأهل العمانيون بعدها لمواجهة أسود الرافدين في مباراة سيكون التشجيع فيها للمنتخبين معا ذلك أن كلا من المنتخبين عينان في رأس واحدة وكلاهما يستحق الكأس واللقب، لكننا صدقا نميل لأن تكتمل فرحة شعب العراق الذين فرحوا بإبقاء الاستضافة على أرضهم، وبلا شك سوف يطيرون فرحة إن نالوا لقب أبطال خليجي 25. وسوف تكتمل هذه السعادة التي ندعو الله أن تعقد تمائمها كاملة في بلاد الرشيد وأن يسكن الفرح والسعادة في قلوب أفراد هذا الشعب الطيب المضياف الذي وجه بوصلة تشجيعه لكل منتخب خليجي، فكان قطريا مع قطر ويمنيا مع اليمن وعمانيا مع عمان وكويتيا مع الكويت وإماراتيا مع الإمارات وبحرينيا مع البحرين وسعوديا مع السعودية، وبقي عراقيا أصيلا يحمل في قلبه الطيبة وعبارة كانت تدور في لقاءات الخليجيين والعراقيين في الأسواق والملاعب تشكلت على هيئة سؤال مؤلم من شيوخ وعجائز العراق وهو: إنتو وينكم من 40 سنة؟! قد كنا موجودين لكن شغلتنا الحياة عنكم وانشغلت بكم الهموم للأسف وعليه ففالكم الكأس يا أهل العراق وإن هُزمتم فأنتم منتصرون.