11 سبتمبر 2025
تسجيلاعذروني إن كنت قد أطلت عليكم بمقالات عن فيروس كورونا وبمتحوره (أوميكرون) الذي بات أسرع المتحورات انتشارا لكنه أقلهم ضررا بالجهاز التنفسي، ولله الحمد، مقارنة بأشباهه السابقين الذين حصدوا حتى الآن ما يزيد عن خمسة ملايين وثمانمائة ألف روح إنسان في العالم، ولكن ماذا أفعل وبعض (ربعنا) هداهم الله يخرجون كل يوم بتقليعة وقصة جديدة فيما يتعلق بفيروس كورونا وسرعة إصابة أفراد المجتمع به بالصورة التي بتنا نراها بشكل يومي، في سابقة لم نعرفها حتى مع بدايات هذا الفيروس قبل عامين من الآن؟!. ماذا نفعل وهؤلاء الأشخاص الذين ما زلت أدعو الله أن يهديهم ويهدينا معهم يصرون على استصغار الإصابة بالفيروس؟، وكأنه بات فعلا أنفلونزا عادية فآخر تقاليعهم التي وصلتنا بالأمس أنهم دعوا لأن تتهاون وزارة الصحة في إجراءاتها وتشددها الخطابي في التقيد بالاحترازات الوقائية بغية إصابة جميع أفراد المجتمع بالعدوى ومن ثم التشافي من الإصابة، فيحدث ما أسموه بالمناعة المجتمعية ضد الفيروس! فهل تصدقون دعوة عجيبة غريبة مثل هذه لمجرد أنهم أُصيبوا بالفيروس فكانت أيام الإصابة بالنسبة لهم مجرد فترة حجر مملة قضوها بطلوع الروح ولذا كان من الأفضل أن يخرجوا بمثل هذه الدعوة الغريبة؟!. هل تناسى هؤلاء أم نسوا أن ما أصابهم من عدوى قد تمر ولا تضر هي نفسها قد تكون قاتلة عند غيرهم ممن يشتكون قلة في المناعة أو أمراضا مزمنة تفقدهم مقاومتهم لأي عدوى كانت من الفيروس الأم أو متحوراته التي خرجت بعد ظهوره في أواخر عام 2019 وحتى الآن؟! وكيف يفسر هؤلاء موت 7 من أفراد المجتمع منذ بروز أوميكرون في البلاد وآخرهم ذاك الطفل الرضيع الذي لم يتجاوز عمره 3 أسابيع مات بسبب إصابته بالفيروس الذي لربما التقط عدواها من المستشفى أو البيت، فكيف يمكن لهذا الكائن الصغير الرضيع أن يقاوم عدوى لم يتصد لها ملايين قبله من البالغين في العالم بأسره أو تسعفه مناعته لإنقاذ حياته القصيرة جدا؟! خافوا الله أقولها وأنا أعنيها قولا وفعلا ولفظا ومعنى فعوضا من أن تكونوا سندا لجهود المجتمع في التصدي لهذا الوباء الذي لا أزال أقول عنه إنه وباء قاتل نجدكم ممن يستصغر الإصابة ولا يلقي بالا للمتوفين بسببه أو لجهود منتسبي وزارة الصحة ولا للأموال الهائلة التي استُنزفت لأجل تحقيق المناعة المجتمعية الحقيقية من خلال تطعيم السواد الأعظم من جميع فئات الشعب وشراء أغلى اللقاحات وأكثرها فعالية وثقة في التصدي للإصابات المؤدية للوفاة وليس منع الإصابة كما يتندر الكثيرون بعد إصابتهم بالفيروس رغم تلقيهم اللقاح، وكأن الأمر بات مادة مسلية يغردون بها أو يجعلونها قصصا ونوادر في مجالسهم!. المناعة الجماعية أو المجتمعية هي التي تقوم على التقيد بكافة الإجراءات المنصوص عليها في قرارات مجلس الوزراء وما توصي بها وزارة الصحة العامة وليس بتقاليع من البعض الذي يشكك تارة باللقاح، وتارة يستصغر تلك الإجراءات، وتارة أخرى يقلل من أهمية كل هذا وذاك وأن العدوى سوف تصيب الجميع دون استثناء وكأنه يدعو على المجتمع بالإصابة لتحقيق ما يتخيله عقله المريض، أو لأقل الجاهل، بما تقوم به الدولة من ضخ المال واستنزاف وقت وجهد وإمكانيات هائلة من أجل سلامته هو شخصيا وسلامة أهله وكافة أفراد المجتمع، وأن هذه الدولة التي سبقتها دول مجاورة في إعطاء اللقاح للأطفال من سن 5 سنوات ولغاية 11 سنة لا تزال تقوم بأبحاثها المنبثقة من حرصها الشديد على حياة الصغار والكبار معا في منح الصلاحية لإعطاء الصغار اللقاح في هذه السن المبكرة من عدمه، وهذا إن دل فإنما يدل على أن قطر بحكومتها وكوادرها الطبية لا يمكن أن تقوم بشيء ما لم يصب في مصلحة حياة أفراد المجتمع وأما هؤلاء فيكفيهم جهلهم وما هم فيه من هم وجود العقل ساكنا لا يتحرك!. [email protected] ebtesam777@