10 سبتمبر 2025

تسجيل

ملكة الغربان

18 يناير 2021

يعز علي أن أرمي لبنان بحجر ولو كان كريما، أيهما أختار لذلك الياقوت أم المرجان؟ سأختار الفيروز الأزرق لعله يدفع العين التي أصابت بيروت، "لبنان ليس بخير" هذا هو الهاشتاج الذي يتم تداوله مع وفاة أكثر من 1866 إنسانا بسبب التقاعس في احتواء تفشي جائحة كورونا، لكن أصحاب الأموال من الفنانين والرقاصين والسياسيين وحاشيتهم سافروا سويا إلى خارج الدولة لتلقي اللقاح. بموجب الميثاق الدولي لحقوق الإنسان لهم الحق في التنقل، ولنا الحق في التعبير، بعد أن طمأنونا على صحتهم ووزعوا صورهم وهم يأخذون التطعيم. نأمل ابتكار لقاح للضمير والخجل، يبدو أن انجرار لبنان إلى البلاء متعمد، حيث الرهان على نخوة الدول الشقيقة وأموال المغتربين، فالمال الطازج مهم لبقاء البعض على قيد الحياة، وتشكيل الحكومة مؤجل حتى يؤتينا الله من فضله، وتوزيع الإمدادات الصحية سيحين وقته عندما تتفق المافيات على الحصص، والهوية الوطنية مخطوفة وقابعة في زنزانة الطائفية، المهم في هذا البلد "إنتوا وين سهرانين اليوم"؟. سهرانين لمتابعة إجراءات تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن مع تأهب أمني لـ 50 ولاية أو فرز 21000 جندي لإتمام هذه العملية السياسية، حيث لا حظ للشقراوات وأصحاب البشرة البيضاء في خطة بايدن، فالرئيس العتيد رشح حتى الآن ما لا يقل عن 20 أمريكيا هنديا في مناصب رئيسية، وسمى باكستانيين - أمريكيين وهما: سلمان أحمد، وعلي الزيدي ضمن فريقه للسياسة الخارجية والمستشارين، إضافة إلى ترشيحه لـ "عزرا زيا" الدبلوماسية الأمريكية من أصول هندية لمنصب رئيسي في وزارة الخارجية. من المنتظر أيضا أن تؤدي نائبته كامالا هاريس اليمين أمام المحكمة العليا في حدث تاريخي كونها: سيدة، داكنة البشرة، وجنوب آسيوية، في بلادنا، ما زالت القبيلة والعائلة والمواطنة هي الأولوية ولو على حساب الكفاءة والعلم والعمل. القبيلة التي أسفرت عن مقتل 48 شخصا في دارفور بسبب شجار وقع بين شخصين، هذه "الشجارات" تحولت إلى قتال شرس الآن، بالتزامن مع وقفة احتجاجية نظمتها "القوى الشعبية لمقاومة التطبيع" في الخرطوم من بينها أحزاب مشاركة في الحكم - ووسط اتهامات أمريكية - إسرائيلية لحكومة السودان بالمماطلة، فهل ستدفع الحكومة السودانية عبر دارفور ثمن التردد في تنفيذ "اتفاقيات أبراهام" وتعهدها بـ"ترسيخ قيم التسامح والتعايش". التعايش الذي تسعى فرنسا إلى احيائه، حيث اعتقلت 7 شبان (17 و21 عاما) في قضية مقتل المدرس صامويل باتي أكتوبر الماضي، وبحسب مصادر قضائية فرنسية ينتمي هؤلاء الشبان إلى مجموعات مرتبطة بالقاتل عبد الله أنزوروف، ما يشير إلى خطر تضليل الشباب المسلم الباحث عن دور له في هذا العالم من قبل متطرفين ينعقون كالغربان. الغربان في لندن بخير، رغم اختفاء "ملكة الغربان" برج لندن في ظروف غامضة، حيث أثار اختفاء "ميرلينا" قلق البريطانيين الذي يؤمنون بأساطير تفيد بأن ترك كل الغربان لبرج لندن سيؤدي إلى انهيار العرش البريطاني وغرق البلاد في الفوضى. تفاديا لذلك، أصدر الملك تشارلز الثاني عام 1630 مرسوما ملكيا أمر بموجبه أن يكون هناك 6 غربان في هذا الموقع بكل الأوقات، وقد أُعلن في بيان رسمي مؤخرا أن 7 غربان تعيش حاليا في البرج، فلا داعي للهلع رغم اختفاء ملكة الغربان، التي ربما اتجهت للمنطقة. وتشهد المنطقة حاليا تحليق قاذفات أمريكية ذات قدرة نووية في سماء الشرق الأوسط، مع تصريحات قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال فرانك ماكنزي، التي أكد فيها أن الرحلات الجوية "تنقل رسالة واضحة ومتسقة في بيئة العمليات إلى كل من الأصدقاء والأعداء المحتملين، على حد سواء"، أصوات القاذفات الأمريكية تأتي بعد أقل من 48 ساعة على مناورات إيرانية بحرية أقيمت في شمال المحيط الهندي، وإعلان طهران شرط رفع العقوبات عليها من أجل عودتها إلى الاتفاق النووي؛ ما يهمنا كشعوب في المنطقة هو تأكيد فاعلية اللقاح المضاد لجائحة كورونا، وبعدين نشيل هم القاذفات والنوويات!.