03 نوفمبر 2025

تسجيل

على الباغي تدور الدوائر !

18 يناير 2018

رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم ما ترك لنا طريق خيرٍ إلا حثّنا عليه، ولا طريق شرٍ إلا حذرنا منه، ومن جملة ما حذرنا منه عليه الصلاة والسلام سوء الخلق ، فصاحبه مذموم ومكروه ولا يتصف إلا بالسوء والشر ، وقد حذر السلف وعلماء الأمة من مصاحبة سيء الخلق واتخاذه خليلاً ومستشاراً يُؤخذ منه الرأي والمشورة ، ويقول الفضيل بن عياض : لا تُخالط سيئ الخلق فإنه لا يدعو إلا إلى شر !! وقال أيضاً: لأَن يصحبني فاجرٌ حسن الخلق أحب إلي أن يصحبني عابدٌ سيئ ، وقال الإمام الغزالي : الأخلاق السيئة هي السموم القاتلة ، والمهلكات الدامغة ، والمخازي الفاضحة ، والرذائل الواضحة ، والخبائث المبعدة عن جوار رب العالمين ، المنخرطة بصاحبها في سلك الشياطين ، وهي الأبواب المفتوحة إلى نار الله تعالى الموقدة التي تطّلع على الأفئدة . ولعلنا في وقتنا الحاضر نتلمس مخاطر سوء الخلق جيداً ونعيش فترتها المُخزية ، فمن أخطر التداعيات التي أفرزتها الأزمة الخليجية وحصار قطر ما شاهدناه من سقوط أخلاقي لا مثيل له أسقط كل المبادئ والمُثل والقيم الراسخة فينا كمجتمعات خليجية من قبل حتى وجود كيان منظومة مجلس التعاون الخليجي ، ومن المؤسف أن نرى هذا الأمر يتجلى ويتضح من خلال مستشارين ومقربين من حكام ومتخذي القرار في دول الحصار لم يتوانوا أبداً من كيل السباب للرموز في قطر والطعن في الأعراض والتحريض ضد سيادة واستقرار دولة جارة وشقيقة وعضو فاعل في مجلس التعاون الخليجي !! فعندما نصل إلى هذا المستوى المنحط من القذف والنيل من الأعراض نتيقن بأن صبيانية وسفاهة من يُديرون هذه الأزمة ويزيدون النار حطباً ويُصعدون ويكذبون ويفترون على قطر لن ينتهي بهم المطاف إلاّ وقد دارت الدائرة عليهم وأشغلهم الله بأنفسهم وأصبح بأسهم بينهم شديد ، وهو سبحان مصرف الأمور هو ما نراه الآن بأم أعيننا يحدث في دولهم وما يعانونه من تخبط في اتخاذ القرارات وما أصابهم من أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية أدت إلى تفاقم حالة السخط وعدم الرضا من شعوبهم وهو الأمر الذي يُنذر إلى مخاطر قد تهدد سيادة واستقرار دولهم !! ولعلّ مواقع التواصل الاجتماعي أحد أبرز أسلحة دول الحصار في أزمتهم مع دولة قطر والتي تم توظيفها بطريقة سيئة جداً جعلت من سفهائهم وذبابهم الإلكتروني يُعبّرون عن مواقف قادتهم ورموزهم وهو الذي كان محل استهجان واستنكار من الأشقاء في عمان والكويت وعدد من الدول العربية والإسلامية على مستوى الانحطاط والسقوط الأخلاقي الذي وصل إليه مستخدمي السوشال ميديا في دول الحصار ، ولكي نكون مُنصفين وهو الأمر الذي رفضته واستنكرته شعوب دول الحصار وفي المقابل احترموا سمو ورفعة أخلاق القطريين الذين منعتهم أخلاقهم وتربيتهم من الرد على هؤلاء الشراذم الذين أساؤوا لأنفسهم ولرموزهم قبل أن يُسيئوا لدولهم ، فمهما بلغ حجم الخلاف في القضايا السياسية بين دولهم وقطر فلا يصل إلى حدّ القذف والطعن في الأعراض !! ونحن في قطر نحمد الله أننا ومنذ الوهلة الأولى من عمر هذه الأزمة التزمنا بإرشادات وأوامر سيدي صاحب السمو أمير البلاد المفدى بالامتثال للأخلاق القطرية السامية التي لا ترد على هذه البذاءات والإساءات وأن تتجاهلها لأنها لا تُعبّر إلا عن أخلاق وتربية أصحابها !!  فاصلة أخيرة السفيه المزرووعي يتحدث بلسان معازيبه وكلما تمادى وزاد قذارة ودناءة تيقنّا بأن من يقف وراءه وصل إلى حدّ الإفلاس في المكر والغدر !! وعلى الباغي تدور الدوائر!!