12 سبتمبر 2025
تسجيل* تلقيت رسالة من د.معتز الصادق الطبيب المقيم بأيرلندا تعقيبا على مقالنا "أطفال الشوارع" نشر الإثنين 7/12/2015، سلطنا الضوء فيه على معاناتهم الإنسانية التي تمتد لتلامس كل عابر طريق بالعاصمة السودانية فتنتج علاقة وجع بين الطرفين، ربما تتبدد مع تحول إضاءة فانوس إشارة المرور للأحمر إيذانا بإيقاف سيارة قد يأتي من نوافذها بضع ملاليم قد تعينهم على الجوع والبرد، وفحوى رسالة د معتز لا تقل قلقا على الطفولة المجروحة والطاقات المهدورة ومقترحات لمعالجة هذا الملف الشائك الذي يؤرق الكثيرين، جاء فيها (لك التحية على المقال النابض بهموم شريحة معتبرة من المجتمع وهي الطفولة، فقليلا ما نقرأ شيئا عن هذه الكارثة إن جاز التعبير. فعندنا الطفولة تولد في الشوارع محرومة من أدنى مقومات الحياة الإنسانية. أعتقد أن الأزمة أكبر بكثير من إمكانيات وزارة الرعاية الاجتماعية، بل ينبغي أن تكون هناك غرفة عمليات مشكلة من كل الوزارات المعنية كالصحة، المالية الخ ..، فإلى جانب التثقيف والإرشاد والعناية وتدبير فرص للتدريب والتعليم والتعلم، فإن تشجيع البالغين من الإناث والذكور اليافعين على استخدام وسائل منع الحمل مع تحمل الدولة النفقات، وفي هذا يمكن الاستفادة من خبرات دول لها باع طويل في هذا المجال كالهند وباكستان وإثيوبيا ومصر الخ).* وبالأمس تلقيت دعوة كريمة من مركز راشد دياب بالخرطوم الذي يزمع وبمشاركة ممثلية الاتحاد الأوربي ورعاية شركة زين للاتصالات افتتاح مشروع لتنمية قدرات أطفال الشوارع وتأهيلهم بالفنون، أطلق عليه "إبداع مواهب" سيبتدره بالحديث د. دار السلام محمد أحمد، الخبير الاجتماعي والأساتذة عبدالرحمن المسيك ومعتز محمد الفاتح ود. سارة أبو الاستشارية النفسية المعروفة، يرافقه ورش عمل ومعرض بأياديهم ونبض مشاعرهم، والتي أحسب أنها خير متحدث عما يخالج دواخلهم من الإحساس بالضيم والألم الموجع.* مركز راشد دياب بات مؤسسة فاعلة اجتماعيا وثقافيا تمد أياديها بكثير من الفعل المجتمعي النافع، فهي بقعة جاذبة لأصحاب الفكر والمثقفين وكيانات المجتمع يتحاورون ويتناقشون ويلونون بأقلامهم وبفكرهم المتزن فضاءات إنسانية لتتجمل الحياة من خلال مفاهيم يؤمن بها مؤسس المركز الدكتور راشد دياب الفنان التشكيلي العالمي الذي عاد للوطن بعد اغتراب للدراسة بأوروبا التي درس بجامعاتها الفلسفة ونال منها درجة الدكتوراه، بالإضافة إلى ذيوعه كفنان تشكيلي ترصع لوحاته النابضة أكبر المتاحف الأوروبية، وظل مهموماً بحركة إصحاح الفكر البيئي والثقافي المجتمعي، ودائماً ما يوجه خطاباً شديد اللهجة إلى كثير من السلوكيات المحلية المرتبطة بالعقل الجمعي وبالسياسات الحكومية المتعلقة بالفكر الثقافي، وهو شديد الإيمان بأن الفن خلق للحياة؛ لذلك يرمي سهام جهده لكثير من بواطن العلل والأمراض.* شكراً للدكتور معتز وللقامة د راشد دياب، ويبقى ملف أطفال شوارع العاصمة الخرطوم ملفاً به كثير من التراكمات المختزلة التي تحتاج إلى مثل هذه الفتوحات التي يعتملها مركز راشد دياب. همسة: منظمات المجتمع المدني حينما يقودها مثقفون يصب عطاؤها لصالح المجتمعات الإنسانية.