27 أكتوبر 2025
تسجيلمساء امس السابع عشر من شهر يناير 2015م اسدل الستار على فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب الذي يعتبره المتعاطون بالشأن الثقافي أحد الاحداث الثقافية المهمة في دولة قطر، وباجماع المشاركين والمتابعين فان دورة هذا العام ومن خلال احتفاليتها بمرور خمسة وعشرين عاما على تنظيم معرض الدوحه للكتاب استطاعت ان تضاهي معارض الكتب العالمية، من حيث ضخامة المشاركة وحسن التنظيم والفعاليات المصاحبة له. اليوبيل الفضي لمعرض الدوحة للكتاب هذا العام شكل فرصة سانحة للتعبير عن الاجواء المصاحبة بشكل عام حيث اعتبر الكثيرون أن هذه النسخة نجحت في التأكيد على أن دولة قطر هي خير عاصمة للثقافة العربية والعالمية ووصفوها بـ "المميزة" بل واشاروا الى ان الدوحة حقا تؤكد عاما بعد عام أنها حاضنة للثقافة والعلم والمظلة التي تجمع تحتها كافة سبل الابداع والتميز. ونحن نودع الايام الثقافية التي عاشها المجتمع خلال العشرة ايام الممتعة في المعرض نريد ان نستخلص الفائدة المرتجعة على افراد المجتمع ومدى اهتمامهم بالكتاب وجعله نبراسا نسترشد فيه بمسالك الطريق نحو الثقافة الحقة، فمن هنا نستعين بمؤلف كتاب "متعة القراءة" دانيال بناك الذي وضع تصورات هي نتاج خبرة الكاتب حول أنجع السبل لجعل القراءة عملاً فيه قدر من المتعة والجاذبية، بعد أن باتت القراءة عند شباب اليوم أمراً غير مُستساغ، نتيجة انصرافهم الى مواجهة جوانب أكثر تعقيداً فرضها نمط الحياة الجديدة. يجب اعطاء الكتاب نصيبا من الاهتمام بعيداً عن مشقة ما يفرضه التربويون والأكاديميون وعلماء التحليل النفسي من تحليلات ونظريات تهدف إلى البحث في أسباب تراجع نسبة القراء، فالقراءة يتم تعلمها في المدرسة أما حب القراءة ففي مكان آخر، فلا يمكن للتربويين أن يفرضوا القراءة على الطلاب ويحاسبونهم في النهاية على أدائهم. نبارك للدوحة مرور 25 عاما على تنظيمها لمعرضها الدولي الذي غدا تظاهرة ثقافية مهمة ينتظرها الكثيرون عاما بعد عام، والنسخة الخامسة والعشرين من معرض الدوحة الدولي للكتاب ما هي إلا محطة عالمية مهمة يشار لها بالبنان، وبلادنا — لله الحمد — عودتنا دائما على التميز والتفوق في مختلف المجالات، والدور البالغ الذي تلعبه الدوحة في الوقت الراهن في تعزيز الثقافة والأدب بين مختلف شعوب العالم محل تقدير. بقي ان نؤكد في هذا السياق لبث العزيمة وشحن الإرادة، وجعل الشباب الطلاب أكثر اهتماماً بالكتاب، هي اطروحات تأنس إلى الحبر وتراوح في سواده، وفي ذات الوقت نتساءل مع الكاتب دانيال بناك في كتابه "متعة القراءة" عن أسباب عزوف الأولاد عن القراءة، وفي هذا يقول ان فعل القراءة لا يحتمل صيغة الأمر، فإن حصل فهو مُثير للاشمئزاز. ما يتطلبه من القراء من سعي يؤكد توفير حد أدنى من الاستقرار المعيشي والحياتي. ويطالب الكتاب القراء بأن ينصتوا إلى الشرط الوحيد للتصالح مع القراءة "ألاّ نطلب شيئاً بالمقابل، وألاّ نُقيم أي سور معرفي مُسبق حول الكتاب". هذا رأي يأتي في اجواء القراءة التي قضينا معها اياما ممتعة فدخلنا عالم الكتب ولكن ماذا اخترنا من معارف لكي نقرأها.. نشاطر الكاتب دانيال رجاءه حين يقول "أتوسل أليكم لا تستخدموا هذه الصفحات كوسيلة تعذيب تربوي". وسلامتكم..