13 سبتمبر 2025

تسجيل

في يوبيله الفضي

18 يناير 2015

اختتمت أمس الأيام العشرة لمعرض الدوحة للكتاب والتي أكملت بها اليوبيل الفضي، فقد كان المكان والفعاليات التي أقيمت احتفالا بهذه المناسبة ذات خمس نجوم بالفعل، فالمكان الذي أقيم به المعرض هو مركز قطر الوطني للمؤتمرات وهو ذو خدمات عالية الجودة، ومن هنا فقد كان اختيار المكان رغم التكلفة المادية المرتفعة، والتي كما قال سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري في المؤتمر الصحفي الذي أقيم قبل انطلاق المعرض بأن تكلفة المعرض ارتفعت أربعة أضعاف عما كان يقام في مركز المعارض بالقرب من كتارا، ورغم ذلك فإن الوزارة لم ترفع قيمة الأجنحة على الناشرين وهذا بالطبع أمر طيب وهدف أسمى من أجل أن يحصل القارئ على الكتاب المراد دون أي تكلفة إضافية. احتفل المعرض هذا العام بالإصدارات الجديدة وكلفت بالإشراف على المقهى الثقافي الذي احتضن التوقيعات وقد بلغت رقما قياسيا، ولأول مرة يتم التوقيع على الكتب وبهذا الحجم من منطلق اهتمام الوزارة بالمبدع بشكل عام، كما أن حفلات التوقيع للكتب أصبحت ظاهرة تقام في كل المعارض بهدف خلق حوار وتعارف بين القارئ والكاتب، وكنت أرقب تلك الحوارات التي تقام بينهما وكيف يناقش القارئ الكاتب. ومن هذا المنطلق كنت أسعد بأن لدينا قارئا مثقفا، في حين غاب المثقف الأصلي عن الحضور والفعاليات والمعرض بشكل عام، وهو أمر ليس مستغربا، فمثقفنا يرى أنه ﻻ حاجة للمعرض وكتب المعرض، فهو مع الأسف ﻻ يقرأ وﻻ يهتم بتطوير نفسه وفاته، ومن هنا فإنه ﻻ يحمل الهم الثقافي وإنتاجه الأدبي ضعيف وﻻ أحد يهتم به.أما سعادتي الكبرى بالتعرف على الطاقات الشابة التي التقيت بها في المعرض وتعرفت عليها، فهي تحمل فكرا فاق فكر الجيل القديم والذي توقف عن الإبداع ولم يعد يقدم جديدا، لأنه توقف عن القراءة والمتابعة، والجيد في هذا الجيل أنه لم يعد يعتمد على ما يقدم له المساعدة فتواصلوا مع دور النشر وتم طبع إنتاجهم وتم اﻻحتفاء بها، أمثال عيسى عبد الله وعبد الله فخرو ود. حنان الفياض وإيمان حمد وفاطمة أحمد المهندي، وسهلة آل سعد وسمية تيشة وجمال فايز وعائشة الكواري وحمد البريدي، وكان تواجدهم بالمعرض للتوقيع على إصداراتهم للجمهور عرَّفَنَا عليهم وأنهم لم يعتمدوا على أحد في دعمهم ماديا، كما يدعي البعض أن الوزارة تهمشهم وﻻ تدعمهم رغم أنهم أخذوا حقهم بالكامل، سواء بطباعة إنتاجهم أو مشاركاتهم الخارجية، إﻻ أنهم أينما وجدوا مسجلا كالوا التهم للوزارة ولسعادة الوزير بإقصائهم.إن هذه الطاقات وصلت إلى تلك الدور وطبع إنتاجهم الأدبي من رواية، مجموعات قصصية، ومجموعات شعرية، لو لم يعتمدوا على آلية إدارة البحوث والدراسات بالوزارة لما وصلوا إلى هذا الجمهور الكبير والذي وقف بالطابور من أجل أن يوقع له هذا الكاتب.