11 سبتمبر 2025

تسجيل

الجزيرة عين الحقيقة

17 ديسمبر 2023

(إنهم يستهدفون الإعلاميين وبالأخص طواقم قناة الجزيرة)، هذا هو أقل ما يمكن وصفه للسياسة الدنيئة التي تتبعها قوات الاحتلال الإسرائيلية الساعية وراء كل من يكشف إرهابها ومجازرها الوحشية في قطاع غزة الذي أكمل 70 يوما من العدوان الآثم والنازي على أطفاله وأهله واليوم يواصل سلسلة استهدافه للصحفيين والمراسلين لأكثر من 90 شخصا منهم وآخرهم مصور قناة الجزيرة الشهيد سامر أبو دقة الذي استهدفته طائرة مسيرة مع زميله وائل الدحدوح يوم الجمعة الماضي أثناء توجههما مع سيارة إسعاف تحصلت على تنسيق مسبق للذهاب إلى عائلة فلسطينية محاصرة بعد قصف منزلها في خان يونس التي تزداد فيها الأحداث الدامية بحق المدنيين قبل أن يُترك المصور (أبو دقة) ينزف لأكثر من 6 ساعات دون السماح لأي وسيلة نجدة لإسعافه وإخراجه من المكان الذي حاصرته القوات الإسرائيلية الغاشمة بينما نجى (الدحدوح) بصعوبة من وسط كل هذا الاستهداف الذي بات واضحا منه هو إسكات صوت الكاميرات والمراسلين الذين ينقلون الحقيقة واضحة عن جرائم العدو الإسرائيلي في حق أطفال وشعب غزة وعلى رأسهم جميعا قناة الجزيرة التي شفت غليل الشعوب العربية التي ماتت كمدا وقهرا من التخاذل العربي لحكوماته التي توقفت عند بهو التنديد والاستنكار ولم تجرؤ على استباحته بالصورة التي تليق بأمة محمد عليه الصلاة والسلام ولذا كانت الجزيرة التي أقل ما يقال عنها إنها كانت الفاضحة لكل جرائم الاحتلال الإسرائيلي الوحشي ولذا سعت إسرائيل منذ بداية العدوان إلى محاولة إسكات صوتها والتأثير على استمرارها في نقل الوجه الأبشع لهذا الكيان الغاصب الجبان الذي لم يقو إلا على الأطفال والرضع والنساء والشيوخ والأبرياء العزل وعلى الإعلاميين والصحفيين. وتمثل قناة الجزيرة على وجه الخصوص الهاجس المر الذي تعاني منه هذه العصابات الفاشية التي بلا شك تتابع شاشتها وما تفعله منذ السابع من أكتوبر الماضي ولأكثر من 70 يوما لم تتراخ يوما عن نقل حقيقة ما يجري في القطاع لا سيما كشف تلك الجرائم المشينة التي لا يرتكبها بشر من المفترض أنهم يمتلكون شيئا من الرحمة وليس الغل والحقد والدماء واعتبار كل فلسطيني هو من (الحيوانات البشرية) كما يتم وصفهم دائما منذ بداية هذه الأحداث. تبوأت الجزيرة سدة الإعلام العربي، بل إنها تفوقت ووصلت العالمية بسبب خوضها غمار العمل الإعلامي المحترف لا سيما في قضايا مصيرية مثل قضية فلسطين التاريخية التي تظل تراوح مكانها بسبب التعنت الإسرائيلي والدعم الأمريكي والمراوغة الغربية في إيجاد حل نهائي لها الذي لا يمكن أن يكون وفي مثل هذه الأزمة في غزة استطاعت الجزيرة أن تبني لها وترسم خطا مناوئا عن باقي الخطوط التي تأرجحت عليها قنوات عربية أخرى حاولت أن تقلد الجزيرة في خطها ومسارها الإعلامي لكنها فشلت فشلا ذريعا وتخرج اليوم بصورة مشوهة لا يمكن أن ترقى للإعلام الحر والنزيه والموثوق كما تفعل قناة الجزيرة التي ظلت محافظة على مركزها منذ تأسيسها عام 1996 وحتى اليوم وقد فقدت طيلة مشوارها العديد من فرسانها المصورين والمراسلين في دول الأزمات لكنها لم تكل أو تمل عن المضي والاستمرار للمحافظة على كشف حقائق الأمور بصورة بلا شك تقهر الطرف المعتدي وتشفي غليل الضحية كما يجري اليوم في غزة التي تكالبت عليها ثعالب العالم ما بين داعم ومساند للقوة الإسرائيلية الهمجية. وظلت الجزيرة تخوض غمار الدمار والقتل الإسرائيلي العشوائي أو الممنهج لمن يلبس خوذ وسترات المراسلين والمصورين ووعدت بأنها ستبقى على هذا رغم خساراتها فإن كان للمواقف لسان فإن موقفنا يمر من خلال أثير الجزيرة، موقف يعبر عن أننا سوف نظل مع قضيتنا المصيرية حتى نفرح مع أشقائنا الفلسطينيين بدولة حرة اسمها دولة فلسطين فقط، بإذن الله.