19 سبتمبر 2025
تسجيلفي هذه الأيام تحتفل الدولة باليوم الوطني كالمعتاد، نحتفل جميعا بدور جديد لدولتنا الفتية في المجال الداخلي والإقليمي والدولي تماشيا مع رؤية الدولة المستقبلية لمجتمع يعتمد على المؤسسات لا على الأفراد وعلى التعاون البناء إقليميا ودوليا لمواجهة الأخطار المحيطة بالمنطقة من كل جانب، لذلك من المنتظر أو المتوقع أن تكون احتفالاتنا انعكاسا لرؤية الدولة ولظروف المحيط الإقليمي والدولي ولي هنا بعض الملاحظات: أولاً: من المفروض وتبعا لما سبق ذكره وتماشيا مع الوضع العربي الراهن وإسهامات قطر الكبيرة في صنعه أن تختفي مظاهر الفردية والفئوية ويكبر بالتالي حجم المشاركات الشعبية تحت اسم الوطن وهو ما حرص الدور القطري الفعال على تأكيده دائما وباستمرار، الدور القطري، الذي تمثله القيادة كان دائما ولا يزال دورا توسطيا يهدف لخير الشعوب واحترام خياراتها. ثانياً: إبراز الدور المدني للدولة من خلال زيارة المسؤولين للموجود من مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني وتعزيز دورها وتسهيل وسائل إنشاء المزيد منها بشكل حر وممارسة الديمقراطية بشكل أولي من خلال تشكيلها. ثالثاً تطوير الجهاز الإداري والحكومي يصب تلقائيا في جاهزية الدولة وقدرتها على تنظيم احتفالات مدنية أو يغلب عليها الطابع المدني، عملية التنظيم عملية إدارية، تضع أهدافا كبرى وليست ضيقة وتسعى لتحقيقها بالأسلوب الأمثل. رابعاً: الوضع العام للمنطقة ككل يتطلب رؤية مختلفة في طريقة التعبير عن الانتماء والولاء، وهو بالضرورة مؤسسي شعبي، مساحة أكبر لإظهار الانتماء شعبيا والولاء سلوكيا يتطلب حيادية أجهزة الدولة، لم تعد الدولة اليوم تحتاج إلى ولاءات لفظية وشجاعة فردية، الدولة اليوم بحاجة إلى تأكيد مفاهيم عامة في ذهن المواطن ولا تخترقها بعد برهة بإيحاءات بأخرى خاصة أو ضيقة. خامساً: الاحتفالات في ذاتها تعكس طريقة تفكير الشعوب، يظهر فيها مستوى النظام وأخلاقياته ومدى ترابط الشعب ومزاجه ورؤيته للآخر، ورؤيته لمستقبله وعلماء الأنثروبيوجيا والاجتماع لهم القدرة على التكهن بمصير المجتمع من خلال مشاهدة طقوسه المتعددة سواء أفراحا أو أتراحا، كشفت أحداث الأعوام السابقة في الاحتفال باليوم الوطني أن ثمة تسابقا محموما نحو إبراز الدور لكل فئة وإعادة تسجيل للتاريخ غير مبرر مما يعطي الملاحظ أن الدوله لا تزال في طور التكوين، لابد للسلطات المعنية من معالجة مثل هذا الأمر والانتقال إلى مستوى آخر أو نمط بديل من الاحتفالات يؤكد على دور قطر الجديد الجامع والواقف مع الشرعية الشعبية في جميع الصراعات القائمة في محيطنا اليوم. سادساً: الاعتماد أكبر على الاحتفالات المؤسسية بعد إقامتها أو استكمال ما هو موجود منها بإعطائه حرية أكبر للحركة، الاحتفال المؤسسي يقيم علاقة وسطى وأفقية في المجتمع تساعد على بقائه وازدهاره، ربط جميع الاحتفال بشكل رأسي كما كنا نشاهد في الاحتفالات السابقة في مرحلة ما قبل الحصار الذي أظهر بما لا يدع مجالاً للشك تلاحم الشعب القطري مع قيادته بشكل كبير وحاسم. سابعاً: بعث روح الاطمئنان في المجتمع من خلال إرساء مزيد من أسس المواطنة وقوانينها بحيث تعود الاحتفالات إلى أجوائها الطبيعية وروحها الأصيلة وتزول عنها بالتالي روح التسابق أو المباهاة وكأنها فرصة قد لا يجود بها الوقت مرة أخرى. ثامناً: المسير العسكري رائع ويمثل مؤسسة الجيش الحامي للوطن، وكذلك إبراز دور الطاقم الطبي والصحي في هذا المسير كذلك لفتة رائعة وعظيمة في التأكيد على دور هذه المؤسسة الهامة جداً في أداء دورها في المجتمع في مواجهة وباء أقضَّ مضجع العالم بأسره وتحقيق نجاح باهر ومشهود في التصدي له. [email protected]