17 سبتمبر 2025
تسجيلأصالة الماضي، وبهجة الحاضر، وإشراقة المستقبل، بلادي قطر، أحبك حبا يفوق وصفه أبيات الشعر وتعابير النثر. طرزت مشاعري فيك عشقا، وكتبت قصائدي لأجلك غزلا عذب الأبيات شجي الألحان، وسطرت في بحر هواك حروفا تعانق الوجدان، وتتضوع عطرا يفوح شذاه في الآفاق. في هذه الأجواء الجميلة تمر بنا ذكرى عطرة تستلهم سيرة الأمجاد ويحملها الآباء عن الأجداد للأحفاد، تحكي عن تأسيس دولتنا الفتية قطر على يد مؤسسها الشيخ قاسم بن محمد بن ثاني طيب الله ثراه، الذي وطد أركان حكمه الرشيد على دعائم الحق والعدل والشريعة الغراء. ومنذ ذلك الحين وبلادنا العزيزة - والحمد لله - ترفل في ثياب العزة والكرامة والأمن والرخاء. وتسير قدما نحو تحقيق مزيد من الإنجازات العظيمة في شتى المجالات، على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي. وهذا النهج الحكيم يدفعنا للتمسك بعناصر هويتنا الراسخة المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف وقيمنا الأصيلة، وأن نعزز مفهوم التكاتف والتكامل بين القيادة والشعب في نفوس الناشئة والشباب. لنبرهن على صدق الانتماء والولاء للقيادة والوطن. ولابد أن نترجم شعارات الاحتفال بالوطن الى واقع ملموس ننتقل به من مرحلة الشعارات والمظاهر الاحتفالية إلى ميدان التطبيق العملي. وبهذه المناسبة أوجه رسالة إلى شبابنا المتحمسين لتنظيم مسيرة شبابية في اليوم الوطني، بأن من حقهم التعبير عن فرحتهم واعتزازهم بما وصلت إليه بلادنا الحبيبة من تقدم وتطور وازدهار، لكن الأهم أن يكون لهم دور فاعل في كل إنجاز ينسب لهذا الوطن العزيز، وأن المسيرة تعني العطاء والبناء وتوظيف الطاقات والأوقات في تحقيق أعلى معدلات الإنتاجية والتنمية المستدامة. أما الاستعراض بالسيارات وتعطيل حركة المرور وإزعاج مستخدمي الطريق وتجاوز الآداب العامة مما يقوم به ثلة من الشباب -هداهم الله - فليست من الوطنية في شيء، مع تقديرنا وثقتنا برجال المرور والدوريات والجهات المعنية الأخرى على حسن تنظيم السير وحفظ الأمن ومنع التجاوزات وردع المخالفين. واقترح أن ينتظم شباب الوطن في مسيرة راجلة بالزي الوطني في صفوف مستقيمة يتقدمهم أصحاب الإنجازات المتميزة من شباب قطر، والمعلمين والدعاة وحفظة كتاب الله، تليهم مجموعة من طلبة الجامعة والثانوية، يحملون مطبوعات ومطويات مترجمة بعدة لغات، تتحدث عن تاريخ قطر ورجالاتها الأوفياء وهدايا وصور تذكارية ترسخ قيم وعادات أهل قطر وثوابتهم الشرعية والأخلاقية، يوزعونها على الزائرين والسياح الأجانب بأسلوب ودود وابتسامة لطيفة. ثم يواصلون المسيرة الوطنية بالمشاركة في أعمال تطوعية تشمل تنظيف الطرق والحدائق والمرافق العامة والتجميل وري المزروعات، وتقديم وجبات غذائية وهدايا للعاملين في مشروعات البنية التحتية والأشغال العامة تقديرا لدورهم البناء، على أن تنطلق المسيرة في الرابعة عصرا وتنتهي بأداء صلاة العشاء جماعة في جامع الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب (جامع الدولة). حفظ الله قطر أميراً وحكومة وشعبا، وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار، وجعلنا من عباده الشاكرين. * مبارك عليكم الحيا [email protected]