17 سبتمبر 2025
تسجيلونحن نحتفل هذه الأيام بيومنا الوطني في دولتنا الحبيبة، يوم تولى الشيخ جاسم مقاليد الحكم في البلاد، أود أن أسجل بعض الملاحظات رغبة مني في أن تكون المناسبة معنى ودلالة، لا مناسبة عابرة أو عادة سنوية كما تسكن في وعي الكثيرين مع الأسف. أولاً: إن اليوم الوطني هو لحظة انصهار تاريخي لمكونات المجتمع، بحيث يصبح البعد الوطني هو الغالب على غيره من أبعاد اجتماعية أخرى. وهوما نستشفه من تاريخ المؤسس الشيخ جاسم ولَم شمل جميع القبائل والأسر القطرية حوله في بناء الوطن ووضع أولى لبناته. ثانياً: ضرورة الوعي في هذه المناسبة بأن مفهوم الوطن لايستقيم مع مفاهيم اجتماعية صغرى مثل القبيلة أو الطائفة على مسافة واحدة بمعنى أن يكون هو الحاضن وأن تدخل المفاهيم الأخرى ضمن شموليته وأهدافه كجزء مع بقية الأجزاء. ثالثاً: إن احترام هذه المناسبة والبعد عن تمزيق هذا اليوم «اليوم الوطني» كمعنى ودلالة هو احترام للدولة ورموزها أساساً. رابعاً: تراكم الإنجازات الوطنية عاما بعد آخر، هو ما يؤكد ويجسد معنى ودلالة هذا اليوم، فلذلك على الدولة أن تجعل مع كل ذكرى متجددة له دافعاً لمزيد من الإنجازات للوطن وللمواطن، حيث بدون هذه الإنجازات المتواصلة يذبل مفهوم هذه المناسبة رويدا رويدا خاصة إذا كان هناك ثمة إنجازات تحققها الولاءات دون الوطنية. خامساً: قطر اليوم أصبحت رمزاً للإرادة الحُرة بعد أن تكسرت أمواج الحصار الجائر على صلابة شواطئها، وتتطلع العديد من المجتمعات إليها كنموذج لاستقلال الإرادة والقرار، لذلك الحاجة كبيرة للانتقال وبسرعة إلى مستوى الوطن وتبعاته القانونية، للدولة دور كبير في إحداث ذلك كما للشعب دور كبير أيضا. سادساً: أبرز مثال لعصرنة الانصهار التاريخي في لحظة تاريخية لشعب ما، هو انتقاله إلى دولة المؤسسات لأن الوطن في النهاية مؤسسة أو مجموعة مؤسسات تدرجت تاريخياً منذ لحظة الانصهار التي ارتكز عليها يومها الوطني. سابعاً: تاريخ الأفراد المخلصين وأدوارهم التاريخية لابد في النهاية أن تنتقل للوطن وأن تصبح ملكاً لجميع مواطنيه، ما قام به المؤسس رحمه الله ومن معه من أهل قطر ملك لتاريخ قطر تفتخر به الأجيال جيلاً بعد آخر. ثامناً: الوطن فكرة في الأخير يملكها الجميع، أى جميع أبنائه، إذا اهتزت هذه الفكرة أو جزئت أو استأثر بها البعض دون البعض، تسقط عن اليوم الوطني دلالاته أو معانيه. هذه بعض الملاحظات التي وددت أن أسجلها ونحن في خضم احتفالاتنا بعيدنا الوطني هذا العام، على أمل أن يكون احتفالنا هذا العام أكثر دلالة ومعنى خاصة وإضافة حقيقية للإنسان على هذه الأرض، كل أمنياتي لقطر أميراً وحكومة وشعباً بمزيد من الإنجاز الداخلي والخارجي في سبيل أن يكون الوطن قبل كل شيء أولاً وأخيراً. [email protected]