15 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر بين المؤسّس والمجدّد

17 ديسمبر 2015

ها هو الوطن يطل علينا بكامل عنفوانه وجماله ليحتفل بيومه الذي اقترن باسم الفارس المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الذي وحد العباد والبلاد تحت راية واحدة؛ ليقودها بفراسته وفصاحته وكرمه ودينه ورؤيته لمستقبل أرض وبناء وطن عرف باسم دولة قطر، ومنذ التأسيس حمل الأبناء وبعدهم الأحفاد على عاتقهم تحقيق حلم المؤسس وحرصوا على ذلك برغم الصعوبات إلى أن سلم الراية إلى أكثر الأحفاد نجابة وعزيمة وقوة وروئ تماما كالمؤسس، والذي يستحق بجدارة تسميته بالأميرالمجدد، الذي نقل الدولة نقلة نوعية، وهو سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله، هذا الأميرالذي لم يعرف قاموسه المستحيل واستطاع بشخصيته وثقته بنفسه ورجالاته وشعبه أن يجعل اسم قطر له قيمته ورقما صعبا في مجالات السياسة والاقتصاد والرياضة وغيرها، بعد أن كانت دولة صغيرة على ضفاف الخليج، قلة من سمعوا بها. فقطر بعد المجدد حمد اختلفت اختلافا جذريا، ليتسلم دفة الحكم سمو الشيخ تميم بن حمد حفظه الله كأول حاكم في الحقبة الجديدة للدولة، وكان الله في عونه ورعايته وهو قدها بإذن الله تعالى. قطر اليوم وبعد جهد المؤسس والمجدد تريد أبناءها وبناتها أن يقوموا بواجبهم والحفاظ على مكتسباتهم وأن لا يقلّوا أمانة ونزاهة عن حكامهم وأن يضعوا نصب أعينهم مصلحة الوطن وطموحات قائدهم؛ لتصبح قطر أفضل الموجود، فقطر لم تعد معروفة بطيبة شعبها فقط كالسابق، بل أصبحت معادلة لها ثقلها إقليميا وعالميا، فالمحافظة على القمة أصعب بكثير من الوصول إليها. وهنا يأتي دورنا، وهذه هي الوطنية الحقة التي يجب الوقوف عليها والعمل بها. فعزنا من عزها وكرامتنا من كرامة حكامنا، قطر ما بين المؤسس والمجدد قصة كفاح وطموح كتبت بحروف من ماء الذهب، والتي تستحق بريق سيوفنا ومحبة قلوبنا وإخلاصنا وأن نسهم ولو بحرف يحسب لنا في هذه القصة التي تشهد أين وصلت بحكمة حكامها المخلصين لها ولشعبهم، وكل عام وأنت بخير يا وطني، وحفظك الله يا قطر.