14 ديسمبر 2025

تسجيل

ما بين تكريم الطقطاقة و"توبيخ" الوزيرة

17 ديسمبر 2012

• حواء "الطقطاقة" غادرت الدنيا بعمر أفنته بين زفاف العرسان باغنية العديل والزين المشهورة ومنافحتها الوطنية العفوية وبذكاء فطري لبست علم السودان ثوبا وافترشت الارض ليلة 1955م ووقفت بجوار ابو الاستقلال الزعيم اسماعيل الازهري وهو يرفع العلم على السارية فاكتسبت شهرة وسط الصفوة وعامة الشعب والاسبوع الماضي خرج نعشها من بيت الزعيم امتثالا لوصيتها وهي على فراش المرض بتشييعها من بقعة الاستقلال رغم ان الحكومات المتعاقبة ورجالات السياسة البسواها الدروع وادفقوا عليها "النقوط" وهي تنسج من خيالها المبدع اغاني تمجد اسماءهم ومعازيمهم. • حواء استقرت بالعاصمة الوطنية امدرمان ولم تتجاوز الرابعة عشرة لمعارضة اسرتها بشمال كردفان ممارستها الغناء وقادت بصوتها الجهوري المظاهرات ضد المستعمر الانجليزي وسجنت اكثر من مرة وكسرت اسنانها رافضة تركيب بديل صناعي لتذكير الاجيال باعمال المستعمر المشينة ومع قيام ثورة مايو 1969م قادت مظاهرات شعبية رددت "اللوم اللوم لا نميري بعد اليوم" فسجنت لستة اشهر وهي ذات المرأة التي ناهضت قرارات "اوكامبو" ضد الرئيس الحالي عمر البشير.. فاستحقت التكريم كرمز لنضال المرأة الوطنية. وزيرة "توبخ" في قبة البرلمان • إن كانت "الطقطاقة" استثناء فتوبيخ وزير المالية علي محمود لوزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي أميرة الفاضل داخل قبة البرلمان السوداني الاسبوع الماضي لا يكاد يكون استثناء فقد شهدت القبة مشادات كلامية كادت تطعن الديمقراطية في مقتل وما ان يتفرق القوم إلا وتتبخر تهديداتهم ووعودهم التي يرسمونها للشعب في الهواء الطلق ولا يقبض "الغبش" غير الاحلام في الغد المنظور.. حامل حقيبة "القرش الابيض لليوم الاسود" وجه انتقادا حادا للوزيرة ردا على شكواها انه لا توجد ميزانية للفقراء والمعاشيين "ملح الارض" وما اكثرهم. • الوزير زجر زميلته فيما يشبه "الزعرنة" يعرف بها بعض السودانيين حاملي هموم الوجع الانساني حينما يفيض الكيل وتتعلق الشمس في كبد السماء ولكن ما بال ساكني البيوت البيضاء مثيري الجدل!! قال لها "يا زولة" المالية لن تعطيك أي مليم لكي تعطيه للناس أمام العمدة وسط زغاريد النساء" جازما ان ذلك لن يحدث متسائلا هل هذا عمل يليق بدولة؟ • سؤال محوري ولكننا بدورنا نتساءل هل يليق بدولة تكاد تدخل ما يقارب نصف شعبها لدائرة الفقر ان يطلق عليها دولة؟ وقطعا لا نتساءل عن الاموال السائبة ولكن.. اين لقمة العيش الحاف او شيء من حجارة تطقطق بها "الزولات" حتى ينام "الجهال" في قعر حلة خاوية من عظم ثروة حيوانية يقال انه لا عد لها، او من نبت زرع في بلد موصوف بانه سلة غذاء العالم!! • اسئلة حائرة لشعب صبور وذواق يكرم "الطقطاقة" التي لم تفك حروف الهجاء او تجلس على كرسي الوزارة الهزاز لانها اسعدته وناضلت في صفوفه.. ويضرب "طناش" وهو يستمع لزجر وزيرته التي بحسب وزير المالية تسعى فقط لزغرودة تطلق في الهواء والبطون خاوية.. انها مفارقات عجيبة.. يتطاحن ماسكو مقاليد الامور ويزجر بعضهم بعضا حينما لا يجيدون صناعة اسباب العيش الكريم لشعبهم.. همسة: آه يا وطن.. ما احوجنا للفاروق!!