15 سبتمبر 2025

تسجيل

اليوم الوطني بين مؤسسين.. جاسم وحمد

17 ديسمبر 2010

نحتفل اليوم بذكرى مرور 132 عاما على تأسيس دولة قطر بقيادة الشيخ جاسم بن محمد الثاني الذي خاض معارك ضد قوي أجنبية وأخرى إقليمية من أجل إنشاء دولة قطر المستقلة، وقف معه في تلك المعارك فرسان قطر ورجالاتها الشرفاء من أجل تأسيس دولتهم وانتزاعها من براثن التبعية والإلحاق فكان لهم ما أرادوا. كانت وحدة الشعب القطري وتماسكه عامل قوة من أجل تحقيق النصر على كل من أراد النيل من حقوقه المشروعة في إقامة دولته. إذا كانت وحدة الشعب القطري عامل قوة فلا شك أن القيادة الحكيمة والنزيهة والصادقة والشجاعة للشيخ جاسم بن محمد بن ثاني كانت العامل الحاسم والفعال في تأسيس الدولة وإخراجها من مرحلة الصراع القبلي وهيمنة الدول الكبرى بمقاييس ذلك الزمان (الدولة العثمانية، وبريطانيا العظمى) إلى ميدان الاعتراف بوجودها كدولة تحسب لها كل القوى الحساب. لم تكن مرحلة التأسيس من السهولة بمكان، ولكن وضوح الهدف والعزم وتوفر الإرادة والتعبئة لكل القوى القطرية صاحبة العزم والوفاء أتت إلى جوانب أخرى بتحقيق الأهداف المنشودة. (2) اليوم في هذه الذكرى الخالدة ونحن نستلهم دور الزعيم الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني في تأسيس الدولة القطرية قبل 132 عاما لا بد لنا أن نقف بكل شموخ أمام العالم نشيد بدور المؤسس الجديد للدولة القطرية الحديثة سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. لا جدال أنه المؤسس الحقيقي للنهضة الحديثة لدولة قطر. لقد وضعها على خارطة العالم ويشار إليها بالبنان، لقد أسس لنهضة علمية وتعليمية على أسس حديثة بدأت أعمالها وبرامجها من حيث انتهت الدول المتقدمة، وراحت السياسة الخارجية في عهده تحلق في معراج الدول الفاعلة في المحافل الدولية عقدت قمة عربية في الدوحة من أجل نصرة غزة على العدو الإسرائيلي الذي حدث في أواخر عام 2008م، وراح يدفع بكل قوته من أجل إحلال السلام في لبنان وأصر على حضور كل الاجتماعات بين الفرقاء اللبنانيين إلى وقت متأخر من الليل رغم تعرضه لأزمة صحية جعلته يحضر رغم الألم الذي يعانيه ويده معلقة في عنقه، وحقق للإخوة اللبنانيين وحدتهم الوطنية. ولن أسترسل فيما يفعل من أجل المصالحة بين الإخوة الفلسطينيين وكذلك السودان واليمن وأريتريا وجيبوتي وغير ذلك من الجهود السياسية من أجل صلاح عالمنا العربي. في الداخل كما أسلفت راح يؤسس لنهضة علمية وتعليمية وقاعدة بحثية على أسس علمية رفيعة المستوى، وراح يؤسس لقاعدة رياضية لا سابقة لها في العالم العربي الأمر الذي جعل منظمة " الفيفا العالمية " تقرر تكليف دولة قطر الحديثة بتنظيم أولمبياد عام 2022 م لكرة القدم، أي تنظيم دورة كأس العالم لكرة القدم، لقد انتزعت دولة قطر حق تنظيم تلك الدورة من بين أيدي الكبار (الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، وأستراليا، وكوريا الجنوبية) الأمر الذي أدى بالرئيس الأمريكي أوباما إلى إعلان غضبه على نتيجة التصويت وعلى منظمة ألفيفا لأن دولة بحجم دولة قطر تحوز على 14 صوتا مقابل 8 للولايات المتحدة الأمريكية ونسي دعوة أمريكا لدمقرطة العالم. قطر حازت على حقها في تنظيم فعالية كأس العالم لعام 2022 عن طريق التصويت أي بطريقة ديمقراطية وليس عن طرق القوة أو المنعة. في خضم هذه النجاحات التي يقودها مؤسس دولة قطر الحديثة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لم ينس رجلا من رجالات الخليج العربي وهو يفتتح أكبر حوض بحري لبناء وإصلاح السفن في الخليج العربي ليطلق اسم الرجل الشجاع البحار (النوخذة) أرحمة بن جابر الجلاهمة الذي تعرفه مياه الخليج وتعرف بطولاته البحرية من الكويت إلى الدمام إلى رأس تنورة إلى القطيف إلى قطر والبحرين ولا ينكر البر الخليجي جهاد ذلك الرجل الشجاع ورجاله من قبيلة الجلاهمة المنتشرين في كل من السعودية والكويت والبحرين وقطر. هذه أصالة القيادة القطرية لا تنكر ولا تتنكر لرجالها ورجال الخليج العربي الأحياء منهم والأموات. آخر القول: وفق الله أميرنا حمد بن خليفة آل ثاني لخدمة أمتنا العربية وشعب قطر العزيز وحماه وآل بيته من كل مكروه، وكل عام وقطر وشعبها بألف خير وأمن واستقرار.