19 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ أن تم انتخاب مجلس الشورى الأول في تاريخ قطر، حتى بدأ المجتمع يتساءل ما فعلوا؟ وماذا سيفعلون؟ لم يحركوا ساكناً حتى الآن؟ ماذا يمكنهم أن يقدموا أكثر ممن سبقهم؟ عليهم أن يقدموا للمجتمع شيئاً يليق بانتخابه لهم؟ أسئلة كثيرة يتداولها المغردون في وسائل الاتصال الاجتماعي. في اعتقادي أن المجتمع هنا يمارس جلداً للذات حين اعتبر أن مجلس الشورى هو طوق النجاة وليس فقط وسيلة لتفعيل دور ومساهمة المواطن في صناعة القرار الذي يمسّ حياته وبالتالي هو جزء من عدة أجزاء يتكون منها الأداء الحكومي، ثانياً هو يمارس جلداً للذات "المجتمع" حين اعتبر أنه بإمكان الأعضاء الجدد المنتخبين الانتقال من حيز الانفعال إلى حيز المبادرة وهو انتقال يحتاج إلى وقت وأرضية اجتماعية مختلفة لم يختبرها المجتمع بعد، هو يمارس جلداً للذات "المجتمع" حينما زج بالمواضيع الواحد تلو الآخر مطالباً المجلس بسرعة تبنيها وسرعة الالتفات إليها لأهميتها، ولم يدرك أن المجلس في حد ذاته يحتاج إلى فكر جديد في داخله وبين أفراده يجعلهم يستشعرون مرجعيتهم الشعبية، خاصة المنتخب منهم، حيث التعيين كمرجعية لا تزال الأقوى في ذهنية الكثيرين، إن لم أقل الكل، العديد لا يزال يشعر بأن المجلس تابعٌ للأمانة العامة فيه وليس العكس وهو شعور نابع من عقلية الوظيفة الحكومية، لذلك سيظل المجلس على صفيح ساخن في نظر المجتمع ومشجبا لكثير من التساؤلات، وسيظل المجتمع يمارس جلداً للذات هنا لطول فترة انتظاره لمجلس منتخب. ستختفي عملية التفريغ النفسي رويداً رويدا إذا أدرك الأعضاء حقيقة دورهم كعنصر مبادرة في طرح المواضيع التي تهم المجتمع وليس فقط انتظار مشاريع القوانين التي تقدمها الحكومة، سيختفي ذلك حينما ينتقل الأعضاء من التفكير في أوضاعهم إلى التفكير في أوضاع المجتمع، ستنتهي حينما يتحرر الأعضاء من قيد الوظيفة ويتحرر المجتمع من زيف الوجود الذي يعيشه أن المنصب هو الإنسان وليس الإنسان هو المنصب، سينتهي ذلك حينما يدرك المجتمع أن الاحتفاء يرتبط بالفاعلية والإنتاج، فيقيم الولائم بعد وليس قبل، ظاهرة إقامة الولائم لأعضاء المجلس المنتخب سابقة لم تشهدها الدولة في المجالس المعينة السابقة وهي أجدر حيث التعيين وهو تشريف في حين أن الانتخاب تكليف. الأمر الذي يثبت أن المجلس والمجتمع كليهما على صفيح ساخن. [email protected]