11 سبتمبر 2025

تسجيل

الرحيل شرف يـا هادي!

17 نوفمبر 2020

رغم أنها المرة الأولى التي يجتمع فيها اليمنيون لانعقاد الجلسة الأولى لمجلس نوابهم منذ أن شن التحالف أولى غارات (عاصفة الحزم) على بلادهم، إلا أنه لا يمكن اعتبارها جلسة لقيت الصدى المناسب باعتبارها الأولى التي تُعقد منذ أربعة أعوام رغم أن الرئيس (الصوري) لليمن حضرها وافتتحها، ذلك أن هذه الجلسة قد عُقدت في المدينة الهادئة والبعيدة عن منطقة النزاعات والحرب وعصابات الشوارع والميليشيات (سيئون) الواقعة شرقي اليمن بمحافظة حضرموت ولم تعقد في العاصمة الرئيسية صنعاء أو حتى في العاصمة المؤقتة والمحررة عدن بعد منع قوات موالية للإمارات فكرة افتتاح هذه الجلسة في وسط العاصمة ولذا فضل المجتمعون أن يعلنوا افتتاح أولى جلسات مجلس النواب في (سيئون) وعليه سُمح لهادي برئاسة الجلسة والرسائل التي يجب أن يتضمنها حديثه للحوثيين، ولكن هل كانت هذه الجلسة بتلك الأهمية المرجو لها ؟! بالطبع لا، فهي انعقدت في مدينة نائية وصلت لها أطماع الإمارات لكنها لم تُحكم من قبل سلطة الحوثيين ولذا فهي لا تمثل قاعدة مهمة لعودة الأمور السياسية لحكومة اليمن الشرعية كما تريد أبوظبي لها، وتصوير أن هذه الحكومة تسيّر الأمور كما ينبغي حتى وإن كان الأمر هو افتتاح أول جلسة لمجلس النواب منذ قطيعة دامت أربع سنوات لم يستطع نصاب المجلس أن يكتمل بالتوافق الذي بدا عليه!. فماذا قال المفوه هادي وهو يرعى هذه الجلسة التي اقتصرت على القلق منهم؟ هل ترحم على أرواح الشهداء اليمنيين الذين تقتلهم الغارات بعد تفويض منه وبهجمات الحوثيين؟! طبعا لا ! وهل تأسف لعدد قتلى الجوع الذين يمثلون اليوم أكبر أزمة إنسانية في العالم في عصرنا الحديث ؟ لا لا ! هل عرض الجهود الدولية والإنسانية ومسعاه الشخصي للحد من أمراض الكوليرا والتيفوئيد التي تحصي أرواح وأجساد ملايين من شعبه؟ بالتأكيد لا! هل أخبر اليمنيين متى ستنتهي الغارات ويأمن الناس في بيوتها أو فيما تبقى من هذه البيوت المهدمة؟ لا وألف لا ! وهل صارح أفراد شعبه بأنه لا يملك سلطة ولا قدرة ولا استطاعة حتى على اختيار ملابسه، وماذا يجب أن يأكل وماذا يريد أن يشرب ؟ لا لا لا ! ما قاله هادي كان (رسالة) كان مجبرا على لسان رئيس اليمن أن يقولها وتكون موجهة للحوثيين مضمونها لنوقف هذه الحرب التي أتعبتنا مادياً ومعنوياً وبشرياً وعسكرياً وتصوير الرسالة على أنها تأتي في دائرة الفرقاء اليمنيين باعتبار أن الحوثيين، وكما قال الجبير منذ أكثر من سنتين، أنهم جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والقبلي لليمن، وأكده هادي في أنهم يمثلون جزءاً أساسياً من دعائم المجتمع اليمني ويجب أن يتلقفوا يد السلام الممدودة لهم ويتوافقوا حول النقاط الأساسية التي تنهي هذا النزاع الطويل بين الحكومة الشرعية والموالية لها وبين قوات الحوثي التي تحتل العاصمة صنعاء وتمثل تهديداً قوياً في عودة هادي إلى سلطة الحكم فيها تماماً كما هو ممنوع أيضاً وبحكم الإمارات المحتلة لأجزاء هامة وكبيرة من جنوب اليمن من أن يزور عدن أو أن يمارس سلطته فيها رغم أنها محررة بالكامل من أي تواجد حوثي، ولكن ِلمَ كانت كل هذه الحرب وتلك المجازر وهذه المعاناة القاتلة التي يعيشها اليمنيون إن كان الأمر في النهاية هو دعوة للجلوس على طاولة الحوار والتحدث عن السلام الذي يجب أن يتحقق بين أبناء اليمن الواحد؟! لِمَ فوضت أبوظبي لتقتل شعبك وتحتل أرضك وتظل أنت قابع بين جدران أربع تحلم بكرسي الرئاسة الموسوم في ثنايا عقلك الموهوم بالسلطة ؟! ولِمَ أصبح الحوثيون من أبناء اليمن وهم الذين كانوا حتى قبيل هروبك العدو اللين السهل الذي يسهل اجتثاثه؟! فهل هذا الرئيس الذي يعول عليه اليمنيون تحرير بلادهم؟! نسيت أن أخبركم بالإجابة وهي: لا ! فاصلة أخيرة: يمنٌ بثلاثة حروف تنزف دما! [email protected]@ ebtesam777@