11 سبتمبر 2025
تسجيلسياسيا: استمرت علاقات قطر الإقليمية والدولية بذات القوة بل وزادت وتشعبت، كانت ردة فعل الدول إقليميا وعالميا على إثارة الأزمة إما التضامن مع قطر أو عدم إدانتها بشيء لأنه أصلا لم يقدم أي أدلة على ضلوع قطر بالإرهاب أو زعزعة الأمن من قبل دول الحصار، ويعد هذا نجاحا للدبلوماسية القطرية والذي كشف فشل دبلوماسيي الرباعي، تم توقيع المزيد من الاتفاقيات الأمنية والعسكرية وغيرها وتبادل الزيارات بين الحكومة القطرية وحكومات العالم أشادت من خلالها الأخيرة بسياسة قطر الثابتة والداعمة للاستقرار والسلم الدولي وعلى رأسها حكومة ترامب. اقتصاديا: كانت إثارة الأزمة دافعا قويا لقطر وبمثابة جرس إنذار إذ سارعت الخطى وأنشأت بوقت قياسي المزيد من المصانع والمعامل والمزارع بأنواعها لتحقيق الاكتفاء الذاتي وركزت على رفع مستوى القوى البشرية وشحذ الهمم الوطنية لتتحول لخلية نحل لا تكل من الإنتاج ولا تمل ، كما سارعت بافتتاح ميناء حمد الدولي وفتحت قنوات بحرية جديدة مع دول شقيقة وصديقة لم تكن تفكر فيها قبل الأزمة، تنوعت مصادر الاستيراد والملاحة لدرجة أن أصبحت الدول تتنافس على التصدير لقطر أو الاستيراد منها، وعلى ذكر الاستيراد يذكر أن قطر بسبب الأزمة تحولت من مستورد رئيسي يساعده بنسبة بسيطة الإنتاج المحلي إلى شبه مكتف ذاتيا بل ويصدر بعض إنتاجه للخارج، سجلت كل قطاعات الاقتصاد بقطر نموا بمختلف أنواعها واستقرارا بعمل البنك المركزي والبنوك الأخرى. اجتماعيا: لم تكن الدوحة يوما من الأيام بأفضل ترابط وتلاحم وتكاتف واتحاد اجتماعي مثل بداية افتعال الأزمة ومع استمرارها، تماسك المجتمع بشكل رائع والتف حول قيادته وعلى رأسها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بشكل يفوق الوصف الأمر الذي أشاد به كل العالم، كما نالت الدوحة تعاطفا شعبيا كبيرا من شعوب الخليج والعالم وحتى من شعوب دول الحصار ذاتها على الرغم من سن الأخيرة قانون التعاطف. كما أن ردود الفعل المتسمة بالأخلاق العالية للشعب والحكومة القطرية استفزت الجانب الآخر فبادر بأفعال مشينة كشفت للعالم ضحالته الثقافية والأخلاقية وبكافة المستويات. وشعرت شعوب المنطقة والعالم بالسخط والاشمئزاز من تصرفات الكثير من أشخاص ومسئولي دول الرباعية وخصوصا تجاوزهم للأعراف والعادات واستخدامهم للأسلوب السوقي المنحدر ناهيك عن الطعن بالأعراض والأصول كما نزعت الأزمة الأقنعة عن أشخاص كان الناس تعتبرونهم أفاضل ومثالا للاقتداء بمنطقة الخليج. إعلاميا: من باب الفعل ورد الفعل كانت الأزمة بمثابة دخول قناة الجزيرة بمناورات لتقييم قدراتها وتطويرها، فتحت ملفات ما كانت لتفتحها لولا الاعتداء على قطر بالفبركة والشيطنة محبة واحترام للأشقاء ومحاكاة لعدم التدخل بالشؤون الداخلية، ففضحت الكثير من المعلومات التي شوهت سمعة الدول المحاصرة لقطر أمام العالم أجمع وأحرجتها ولم يكن العالم يعرفها،رد فعل الجزيرة كشف ضعف نظيراتها وتوابعها بدول الحصار الثقافي والمهني والأخلاقي، وبهذا أظهرت قناة الجزيرة قوة وتأثير قطر بمجال الإعلام إقليميا وعالميا. قانونيا: كشفت الأزمة مدى التزام قطر بالقوانين والتعامل معها بحرفية ودراية، كما اتضح للعالم عدم التزام دول الحصار بالقوانين الدولية وتؤكد تصرفاتهم ثم خسارتهم قضايا رفعتها قطر للمؤسسات الدولية كالطيران المدني وحقوق الإنسان وحقوق بث بمجال الرياضة أنهم بلا دراية بالقوانين واللوائح ولا يملكون الخبرة الكافية للتعامل معها. من كشف الحساب هذا وبعيدا عن العواطف والعلاقات والدين والمخطئ والمصيب، فقط من منطلق الربح والخسارة يدل إثارة الأزمة على أن دول الحصار بلا إستراتيجية ولا إعداد للعدة والأخذ بالأسباب وتغيب عنها القراءة الصحيحة للأوضاع بمختلف مجالاتها ومنها ما ذكرناه أعلاه.