12 سبتمبر 2025

تسجيل

الأمير يخاطب الشعب عبر مجلس الشورى

17 نوفمبر 2017

ألقى سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خطابا أمام مجلس الشورى بمناسبة افتتاح دور انعقاده السادس والأربعين، كان خطاب سموه تقييما سياسيا واقتصاديا واجتماعيا عن حال الوطن لسنة كاملة.والحق أنها سنة حالكة السواد مرت على قطر لم تمر بها عبر تاريخها المجيد، شُنت على قطر قيادة وشعبا حملة أكاذيب وأباطيل وافتراءات، وتشويه سمعة وحبك مؤامرات من أقرب الناس إليها حسبا ونسبا وعقيدة، ليس لسبب يُلحق إذا بالشقيق الأكبر في خليجنا العربي، وإنما لأن قيادتنا سلكت سلوك الدول المستقلة ذات السيادة، فأقامت علاقات مع دول العالم متميزة، وأسهمت في حل مشاكل سياسية واقتصادية في الساحة العربية والدولية، ولن أكرر قول ما فعلنا في هذا المجال فالعالم يعرف، وكذلك الحاقدون الحاسدون يعرفون ذلك جيدا.(2)في خطاب سموه توقف عند الحصار الظالم الذي فُرض على قطر، مؤكدًا أنه "في ظل هذا الحصار أُهدرت خلال ممارساته كل القيم والأعراف المعمول بها، ليس بين الدول الشقيقة أو الصديقة فحسب، بل حتى بين الأعداء". إن فرض الحصار على قطر في حد ذاته يعتبر سلوكا همجيا لا أخلاقي بني على أسس كاذبة وافتراءات لا سند لها بهدف النيل من قطر وقيادتها ومكانتها الدولية والعربية، ولكنها خابت آمالهم بفعل متانة الجبهة الداخلية والتفاف المواطنين والمقيمين حول القيادة القطرية، إلى جانب وقوف المجتمع الدولي، خاصة الدول الفاعلة على المسرح الدولي، وأذكر في هذا المجال عندما وقف وزير خارجية إحدى دول الحصار في مؤتمر صحفي مع المنسقة للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي يتحدث عن الإرهاب متهما قطر بأنها لا تحارب الإرهاب، أجابت سيدة السياسة الخارجية والأمن الأوروبية بأن مسألة محاربة الإرهاب مسؤولية الجميع وليست قطر وحدها، وكذلك فعل وزير خارجية ألمانيا، ووزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك فعل الكثير من قادة إفريقيا مثل رئيس وزراء إثيوبيا ونيجيريا، وأيضًا العديد من دول أمريكا اللاتينية والآسيوية. إنهم واثقون من براءة دولة قطر من الإرهاب وتمويله وإيواء أفراده، كما زعم الأشقاء الظالمون لقطر دون وجه حق.(3) في تقرير سموه إلى مجلس الشورى عن الحال في قطر بعد فرض الحصار الظالم، قال: "لقد اتبعت قطر سياسة ضبط النفس والاعتدال في الرد، والتسامي فوق المهاترات والإسفاف، وذلك احتراما لقيمنا وأعرافنا وحرصا على العلاقات الأخوية بين شعوب الخليج، وقد كسب نهج قطر السياسي ودبلوماسيتها احترام العالم أجمع". ولا شك أن الإعلام القطري تميز بالترفع عن تناول القيادات المحاصرة لقطر بكلمات لا تليق بمقامهم رغم الجراح الغائرة في صدور الناس هنا نتيجة لمحاصرتهم والتضييق عليهم للوصول إلى حلالهم وممتلكاتهم في دول الحصار، بينما إعلامهم انحدر إلى الدرك الأسفل من الانحطاط الخلقي والسياسي في تناول الأزمة الخليجية والتي تشكل سابقة في تاريخ الخليج العربي، إعلامهم السفيه تطاول على أعراض الخلق وتسميتهم بأسمائهم بهدف إسقاط هيبتهم في مجتمعهم ومجتمعات الخليج بوجه عام، لكن اللعنة ارتدت عليهم واجتاح وسائل الاتصال الاجتماعي في خليجنا العربي المأزوم إعصار إعلامي يندد بسفهاء الإعلام في دول الحصار الذين بالغوا في العداء لقطر وكأنهم يحاولون إرضاء قادتهم الذين فرضوا الحصار عليها.ستتقشع سحب الصيف العالقة في سماء خليجنا العربي طال الزمن أم قصر، ومن بعد سيقف الصحفي الكذاب والمغرد المنافق والمحلل السياسي الأهبل الذي يظهر على شاشات التلفزة الذين مسوا قطر بأسوأ الصفات والنعوت، في زاوية اللعنة التي لن تخرجهم منها شفاعة الشافعين، سواء في داخل دول الحصار أم خارجها. (4)سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خاطب الشعب القطري عبر مجلس الشورى مصارحا إياهم قائلا: "لقد أعربنا لكل صاحب رأي أو قرار بأننا على استعداد للتسويات في إطار الحوار القائم على الاحترام المتبادل للسيادة والالتزامات المشتركة، ولكننا من ناحية أخرى ندرك أن المؤشرات التي تردنا تفيد بأن دول الحصار لا تريد التوصل إلى حل"، ولرب ضارة نافعة، فإن هذه الأزمة التي لا سابق لها في العلاقات الخليجية الخليجية، "أخرجت أفضل ما في هذا الشعب من الكفاءات وروح التحدي، وأسهمت في بلورة هويته الوطنية، وعززت تلاحم الشعب والقيادة"، كما قال سموه.لقد أصاب سموه كبد الحقيقة عندما قال: "إنهم يريدون إشغالنا في الجبهات التي تفتحها ضد قطر في كل مكان بحيث تتعطل سياساتنا الداخلية والخارجية، لكن هذا لن يكون، إننا لا نخشى حصارهم لنا، فنحن بألف خير من دونهم". ويؤسفني القول إن القيادة السياسية في المملكة العربية السعودية لم تستوعب عبارة "استعدادنا للتسويات" التي قال بها أمير دولة قطر، وراحت تصغي السمع لبعض الحاقدين والواشين الذين لا يريدون خيرا بالسعودية ولا بقطر. آخر القول: نصيحة صادق أمين للقيادة السياسة السعودية، لا تصغوا السمع لكل هماز مشاء بنميم، ولا تجعلوا للحاقدين الحاسدين لقطر شعبا وقيادة سبيلا إليكم، أوصدوا الأبواب وأغلقوا منافذ الشياطين وسوف تكونون من الرابحين، واعلموا أن قطر هي الأقرب إليكم ومنكم.