16 سبتمبر 2025
تسجيلعبارة عفوية كانت طيبة الذكر امي "آمنة كانور" تطلقها حينما يمد احدهم يده يطلب مساعدة او حينما نقتطع جزءا من حافة القراصة او الكسرة الساخنة قبل خلع مريول المدرسة.. ماذا كانت امي ستقول ان سمعت باحصائيات منظمات الامم المتحدة والاغاثة التي تشير إلى ان 33 مليون عربي جائع.. الجوع كافر اهلي يدفقونه بعفوية وعاطفة جياشة والسارق خاصة ان كان طفلا يافعا او مهتري الملابس إلا وتعاطفوا معه وبرروا فعلته ان ما دفعه لذلك الجرم هو الجوع.. الجوع قاتل نعم.. قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه "لو كان الفقر رجلا لقتلته".بحسب منظمة الاغذية والزراعة (الفاو) 33 مليون نسمة يعانون انعدام الغذاء في العالم العربي بين (عامي 2004 و2014) بسبب الحروب الاهلية وعدم الاستقرار وبرغم ان للمنظمة المختصة مساعي معروفة لتحقيق الامن الغذائي والتنمية المستدامة إلا ان المؤشرات تشير إلى ان تلك الجهود تظل كالاماني والاحلام في مقابل شبح الجوع المتزايد ورفع وتيرة الاضرابات والحروب العامل الاقوي في نقص الغذاء لتدمير البنية التحتية لمشروعات الانتاج وحقول الزراعة على وجه الخصوص.دراسة حديثة توقعت ان نصف مليار طفل سيتعرضون للمجاعة في عدد من الدول العربية الفقيرة منها الصومال والسودان وموريتانيا وكثير من دول العالم الثالث نتيجة قيام الدول الكبرى باستخدام الغذاء كسلاح سياسي ضد الدول الفقيرة والتي انساقت هي الاخرى في معية الاختلافات السياسية واشعال نار الفتن الاهلية فدخلت لنادي الفقر ولم تستطيع الرجوع للمربع الاول خانة الاستقرار والسلام والانتاج.نسبة الفقر في مصر وصلت لأكثر من 45 % و120 الف عائلة فلسطينية لا تستطيع العيش دون مساعدة فضلا عن 70 % من قطاع غزة يعانون الفاقة ونقص الاغذية ونسبة المحتاجين للغذاء ارتفع في سوريا إلى 50 % واكثر من 6 ملايين يحتاجون للمساعدات الغذائية العاجلة.إنه الجوع القاتل يتمدد في دولنا العربية في مقابل جهود خجولة لمشروعات الامن الغذائي إما بسبب شح التمويل وتناقص الملاءات المالية او فقر الرؤية وضبابية الاستراتيجيات كطارد للمستثمر الذي يحتاج لضمانات كبيرة واستقرار في محيط استثماراته وتدهور الامن وعدم الامان في دولنا العربية يسجل خطوات متسارعة توطن معها الجوع الذي بات كالشبح يمشي بين الناس في شوارع مدننا الكبيرة فضلا عن مدن الصفيح والخيش ومقار اللاجئين المأزومين اصلا بحياة الذل والمهانة واطفالهم ونساءهم لا يجدون ما يسد رمقهم ولا يستر اجسادهم صيفا وشتاء.المقلق العلاقة الوطيدة بين الفقر والسمنة حيث بلغت نسبة السمنة 40 % وانضمت مصر للدول العشر الاوائل في مرض السمنة وخاطئ من يعتقد انه مرض الاغنياء فقد اثبتت الدراسات انه من امراض الفقر بسبب الاعتماد على السلع المدعومة كالزيت والسكر والدقيق لسعراتها الحرارية العالية بجانب ارتفاع نسبة التقزم لـ 30 % فواحد من كل 3 اطفال دون سن الخامسة يعاني التقزم.. فأين يا ترى مشروعات الامن الغذائي العربي التي يتغنى بها الرؤساء؟ همسة: البعض يكب فضلات إن احسن توظيفها لسدت رمق بطون جائعة وللجمنا تسارع خطوات الشبح القاتل او الكافر كما سمته امي آمنة كانور طيب الله ثراها.