15 سبتمبر 2025
تسجيلنعم لقانون الخدمة الوطنية لمن وصل إلى سن الثامنة عشرة من الشباب، ولم يتجاوز الخامسة والثلاثين، فهذه خدمة تصب في مصلحة الوطن والدفاع عنه وتحقيق الاستقرار فيه. فالشباب القطري إلى الآن - ونقولها بحق - يحتاج إلى الوعي الوطني وعدم التركيز على الاحتفال باليوم الوطني فقط بالخروج في مسيرات قد تسبب أحياناً وللأسف الإزعاج والفوضى وتعطي صورة سلبية عن المواطن الذي يحتفل بيوم وطنه وذكرى رجال قطر السابقين الذين أفنوا أعمارهم في خدمة هذا الوطن والدفاع عنه وقدموا الكثير من التضحيات وتحملوا المشاق من أجل رفعته وعزته. فشباب اليوم الذي عرف منذ ولادته الرفاهية والحصول على الكثير من الامتيازات سواء داخل منزله أو خارجه وتوافرت له سبل الرفاهية بحاجة ماسة إلى كسب المهارات الجسدية والنفسية والإحساس بأهمية هذا الوطن وعدم القيام بأي فعل يسيء إليه، فالوطن قدم له الكثير ومن حقه قبل أن يبدأ بالعمل أن يخدم في قوات وطنه العسكرية ومعرفة كيفية الاستعداد للدفاع عنه فيما لو تعرض لأي خطر قد يهدده. فالخدمة للشباب المتخرج من الجامعات أو الكليات واجبة حتى تكتمل خدمتهم للوطن، واكتساب مهارات جديدة قد لا يكونون قد تحصلوا عليها في الجامعات والكليات، خاصة وهم يخدمون في وسط الميدان، ولا شك أن الشباب يرحب بذلك لاكتسابه خبرة جديدة. كما أن الشباب الذين لم يحالفهم الحظ في إكمال تعليمهم العلمي أو الفني، فهؤلاء بحاجة إلى صقل شخصيتهم وتقوية صلاتهم بالوطن الذي أعطاهم الكثير وعجزوا عن أن يكملوا مسيرتهم في خدمته في التعليم، وبدأوا عملهم وسوف تشعرهم الخدمة الوطنية بأنهم قد أصبحوا رجالاً لابد أن يعتمد عليهم الوطن. وأن عدم إكمال تعليمهم لن يقف في وجه تطوير قدراتهم وتنميتها واقتصار وجودهم في العمل بدون أي مهارات قد تفيدهم أكثر. كما أن الطلاب الذين فصلوا من السلك التعليمي سواء من المدارس أو الكليات والمعاهد،فإن هذه الخدمة الوطنية سوف ترفع من معنوياتهم وتبعدهم عن السلوكيات المرفوضة التي يقوم بها البعض منهم مثل التسكع في المجمعات التجارية والتسابق بالسيارات في الشوارع وعلى تلال سيلين مما يعرضهم للخطر بل وفقدان الحياة. وسيرفع الهم عن أسرهم التي قد يأكلها القلق والخوف على مستقبلهم، وقد يجرون عن طريق رفاق السوء إلى طرق الانحراف المرفوض والتي قد تقضي على مستقبلهم وحياتهم. فلاشك أن هذه الخدمة الوطنية في المجال العسكري تفيد الشباب وتعلمهم الرجولة الصحيحة والاعتماد على النفس والثقة بها والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة التي تقع في نطاق مصلحتهم ومصلحة وطنهم، ويكونون على استعداد كامل للمشاركة في الدفاع عن الوطن وشرف خدمته، وهذه الخدمة تؤدي في الكثير من الدول، لزيادة قدرة الشباب على تحمل المسؤولية وزيادة صلابتهم وقدراتهم الجسدية وتعليمهم الانضباط واكتساب أفضل السلوكيات، ولا شك أن الأسرة القطرية لا يمكن أن تمانع في هذا الأمر بل أنها تعتبره فرصة للشباب لابد من استثمارها أفضل استثمار لخدمة الوطن الذي يعطي ولا يبخل وهو لا ينتظر من شبابه إلا تحقيق القدرة على خدمته وقت الحاجة وبناء أجيال من الرجال الأقوياء ذوي المسؤولية. فقطر تستحق الكثير من التضحيات والعطاء وخدمتها شرف وعزة.