09 أكتوبر 2025

تسجيل

نحن أحق بحب الحسين

17 نوفمبر 2013

تناول عدد من خطباء مساجد البلاد يوم الجمعة المنصرم مناسبة عاشوراء وهو اليوم العاشر من محرم الحرام، وحثوا فيه المسلمين على صيام هذا اليوم تيمنا بهدي نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام الا ان هناك جماعة ابتدعوا فيه بدعا منكرة، وقد شاهدنا ما تداوله الناس في هذا اليوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية المروجة، مشاهد مروعة سالت فيها الدماء وتعالى فيها النواح ولطم الخدود وضرب الاجساد بالجنازير والحديد، وارتفعت فيها الاهازيج الممزوجة بالحزن والبكاء، كأن ذلك تكفيرا لذنبهم عن قتل الحسين رضي الله عنه. بينما الحقيقة التي يرويها العلماء وكبار الائمة ان قتل الحسين اذا كان عظيماً وشرّاً كبيراً، فإنه بالنسبة له خير وإكرام. يقول ابن تيمية رحمه الله: فلما قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما يوم عاشوراء، قتلته الطائفة الظالمة الباغية وأكرم الله تعالى الحسين بالشهادة كما أكرم بها من أكرم من أهل بيته، وكانت شهادته مما رفع الله به منزلته وأعلى درجته، فإنه هو وأخوه الحسن سيدا شباب أهل الجنة، والمنازل العالية لا تنال إلا بالبلاء، ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة هذه الممارسات التي نشاهدها كل سنة في هذه المناسبة تثير الاستغراب والدهشة ونحن في القرن الواحد والعشرين، حيث بلغ العلم ذروته.. الا ان المتمسكين بتلك الطقوس التي لا تمت للدين والسنّة بصلة مازالوا في غيهم يعمهون. من غرائب ما كتب عنهم في حقبة دولة بني بويه الشيعية سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة ،حين ألزم معز الدولة ابن بابويه يوم عاشوراء أهل بغداد بالنواح على الحسين، فخرجت نساء الشيعة منشرات الشعور مضمخات الوجوه يلطمن ويفتن الناس، وهذا أول ما نيح عليه.. كما اتخذت الدولة العبيدية الفاطمية على كثرة أعيادها ومناسباتها يوم عاشوراء يوم حزن ونياحة، فكانت تتعطل فيه الأسواق ويخرج فيه المنشدون في الطرقات، فيأخذ الشعراء بالإنشاد ورثاء أهل البيت وسرد الروايات والقصص التي اختلقوها في مقتل الحسين رضي الله عنه.. نذكر جميعا مسلسل «الحسن والحسين» الذي عرض منذ سنتين في العديد من القنوات وما ثار حوله من اللغط، وحصل بعدها على إجازة العديد من المشايخ والعلماء أبرزهم العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وتناول المسلسل الفتنة الكبرى، وهي من أهم الأحداث التي أثرت في مسار التاريخ العربي الإسلامي وأدت إلى تمزيق المسلمين إلى ثلاثة اتجاهات رئيسية هي: السنة والشيعة والخوارج.. قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: "حُسَيْنٌ مِنِّي، وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاطِ".. ونحن نحب الحسين كما احبه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. وسلامتكم..