12 سبتمبر 2025

تسجيل

الجيش العربي السوري..

17 نوفمبر 2011

وأخيرا اتخذت الجامعة العربية موقفا قويا لإنهاء أعمال العنف الجارية في سوريا معلنة عن قراراتها الجديدة لمعالجة الأزمة. ويهدف أحد قرارات جامعة الدول العربية إلى دعوة الجيش العربي السوري لعدم الانخراط في أعمال العنف والقتل ضد الشعب السوري. هذه هي المرة الأولى التي تخاطب فيها جامعة الدول العربية جيش دولة من الدول الأعضاء فيها، مما يشير إلى أن الجامعة أخذت في الاعتبار الدور المحتمل للجيش العربي السوري في حل الأزمة في البلاد. وفقا لموقع غلوبل فايرباور.كوم، يحتل الجيش العربي السوري المرتبة رقم 35 في العالم من حيث القوة العسكرية، ولديه حاليا 304,000 عسكري ناشط و450,500 عسكري احتياطي. وأحد فرق الجيش العربي السوري هي السرية الرابعة، التي كانت فيما مضى قوة عسكرية تسمى (سرايا الدفاع) تأسست عام 1966 تحت قيادة رفعت الأسد، شقيق رئيس الجمهورية آنذاك حافظ الأسد واندمجت لاحقا في الجيش العربي السوري. وعملت هذه الوحدة على الدفاع عن حكومة حافظ الأسد من الهجمات الداخلية والخارجية. واكتسبت الشهرة في 1982 عندما انتشرت لقمع انتفاضة إسلامية في مدينة حماة. وفي عام 1984، عندما كان الرئيس حافظ الأسد في حالة صحية ضعيفة وحدث فراغ في السلطة، حاول شقيقه رفعت الاستيلاء على السلطة باستخدام السرية الرابعة. ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه مع ماهر شقيق الرئيس الحالي بشار الأسد، الذي يقود سرية النخبة الرابعة والحرس الجمهوري. ولكن الوضع الآن يختلف عن انتفاضة الثمانينيات في حماة لأن الثورة السورية انتشرت بالفعل في العديد من المدن وتهدد بالامتداد إلى دمشق ومناطق أخرى في البلاد. وينبغي علينا أيضا ألا ننسى أن الربيع العربي الذي أثر على معظم البلدان في منطقة الشرق الأوسط، سوف يقوي المعارضة في سوريا. وبالفعل هناك تقارير تشير الى أن بعض الفصائل في الجيش السوري قد انشقت وهي الآن تقف إلى جانب المحتجين. وقد قام بعض العسكريين المنشقين بتأسيس ما يسمى بالجيش السوري الحر. ومن خلال دعوة الجيش العربي السوري، تعطي جامعة الدول العربية رسالة مفادها أنه يمكن للجيش القيام بدور نشط في إنهاء إراقة الدماء على غرار ما فعل الجيش المصري عندما وقف إلى جانب الشعب ضد الرئيس السابق حسني مبارك وكذلك الجيش التونسي عندما دعم الشعب ضد الزعيم السابق زين العابدين بن علي. إذا كان التغيير والإصلاح سيحدثان في سوريا، فلا بد من أن يأتيا من قوات في الداخل. وأن دعوة جامعة الدول العربية تعطي الجيش العربي السوري بعض الشرعية في التصرف لوقف قتل المدنيين الأبرياء بمن فيهم الأطفال. كما يتوجب على الجيش العربي السوري البدء في اتخاذ خطوات باتجاه حل الأزمة من أجل تجنب حرب أهلية مماثلة لتلك التي شهدناها في العراق خصوصا أن سوريا تتكون من مختلف المجموعات العرقية. ولكنني أعتقد أن الأزمة السورية لن تصبح عنيفة مثل العراق لأننا لن نرى أي قوى خارجية مثل منظمة حلف شمال الأطلسي أو القوة الدولية تحاول التدخل في سوريا، بسبب الوضع المعقد في الدولة المدعومة من قبل إيران إضافة إلى علاقتها المميزة مع حزب الله في لبنان وحدودها مع إسرائيل. وأكثر ما يمكن عمله من قبل حلف شمال الأطلسي هو خلق "منطقة حظر طيران" في سوريا. لذا ينبغي أن يفهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد بأنه من مصلحة الجميع تسليم السلطة سلميا للشعب السوري الآن قبل أن يتم تنفيذ عقوبات اقتصادية وسياسية ضده من جانب الجامعة العربية، مما سيجعل الأمور أكثر سوءا. ويتعين على النظام أن يتعلم درسا من الأزمة الدستورية التي حصلت عام 2009 في الهندوراس عندما قام الجيش الهندوراسي بانقلاب للإطاحة بالرئيس السابق مانويل زيلايا بسبب خطط لإعادة كتابة الدستور من أجل الحد من مدة الولاية الرئاسية. والجيش العربي السوري هو في أفضل موقف لإنهاء العنف في البلاد إذا تم اتخاذ إجراءات حاسمة الآن قبل أن يتم رفع قضية ضد الحكومة السورية في المحكمة الجنائية الدولية أو الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان. ولكن لابد من توحد المعارضة السورية حتى يستطيع الجيش السوري أن يدعمها. وبالفعل فقد طلبت جامعة الدول العربية من المعارضة الاجتماع في مقرها من أجل الاتفاق على رؤية موحدة. وبما أن القوات المسلحة في أي بلد تعمل على حماية شعبها من التهديدات سواء كانت داخلية أو خارجية، لذلك، فمن واجب الجيش العربي السوري ومسؤوليته حماية أرواح الشعب السوري قبل أن تتحول إلى طرف الخصم في المحكمة الجنائية الدولية. رئيس تحرير جريدة البننسولا [email protected]