17 سبتمبر 2025

تسجيل

قوة ناعمة

17 أكتوبر 2023

تُعرف القوة الناعمة بأنها القدرة على التأثير على الآخرين وتغيير سلوكهم من خلال الجذب والإقناع بدلاً من الإكراه أو القوة العسكرية. وتُقاس القوة الناعمة لأي دولة بمواردها الثقافية، ومخزونها التاريخي، وقيمها السياسية، وقدراتها الإعلامية التي تمكنها من التأثير على الآخرين. وفي هذا السياق أصبحت الدبلوماسية الثقافية أحد المحددات الرئيسية للسياسات الخارجية للدول، أذكر هنا اقتباساً لسعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري نُشر سابقاً عبر موقع الجزيرة يقول فيه: غالباً ما تكون الثقافة مؤثرة في صناعة الصورة التي تحتفظ بها الدول عن بعضها البعض، وتساهم أيضاً في تصحيح الانطباعات ونبذ الأفكار المسبقة والمغلوطة، لأن تحقيق التفاهم يتطلب التعرف على الحقيقة. ويزداد أثر الثقافة كلما تمكنت الدول من أدوات الجاذبية والإقناع، فتتحول المُثل التي تنادي بها عبر دبلوماسيتها الثقافية إلى أفق خلاص لبعض الشعوب أو طموح لبعضها الآخر. من هذا الاقتباس المهم نستخلص أن مصطلح القوة الناعمة يشير إلى القدرة على التأثير وإقناع الآخرين من خلال الاستدراك الثقافي والفكري، بدلاً من القوة العسكرية أو الاقتصادية المباشرة، كنشر الثقافة والقيم والعادات والتقاليد في المجتمعات الأخرى، باستخدام أدوات كالنشر والسينما والموسيقى والأدب والفنون والترجمة والطعام والموضة واللغة وغيرها الكثير من الأدوات التي تنشر وتعزز العلاقات الثقافية. ولابد من التركيز هنا على أنه يمكن للقوة الناعمة أن تساهم في تشكيل الرأي العام والتأثير في القضايا الدولية المهمة، مثل حقوق الإنسان والديمقراطية والتغير المناخي والحق في التعليم وغيرها الكثير، من خلال استخدام وسائل الإعلام المختلفة ومنصات التواصل الاجتماعي والمنظمات غير الحكومية لإيصال رسائل مباشرة وغير مباشرة. بشكل عام يمكن القول إن القوة الناعمة تسهم في بناء الثقة والتفاهم بين المجتمعات والدول، وتعزز العلاقات الثقافية والاقتصادية والسياسية، إنها أداة فعّالة تستخدم في التأثير والتفاعل مع الآخرين بطريقة سلمية وبناءة، وتعزز التعاون والتنمية المستدامة في المجتمعات. صوت: من الممكن أن تدخل إلى عقر دار من تراه خصماً لك وتسحب البساط من تحت رجليه بأسلوب مغاير، وبسلاح مختلف، ألا وهو سلاح القوة الناعمة.