11 سبتمبر 2025
تسجيلفي الأسبوع الماضي وبعد مرور اسبوع على إنجاز عمل المقاومة الفلسطينية الرفيع المستوى في غلاف غزة في السابع من أكتوبر الحالي انعقد المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في القاهرة، واستقبل المجلس الوزاري العربي وزيري خارجية أوكرانيا وبولندا اللذين ايدا إسرائيل في حربها على غزة. كان على جدول أعمال المجلس، الى جانب أمور أخرى، ما يجري على الساحة الفلسطينية من جرائم حرب. وصدر عن هذ الاجتماع الوزاري العربي! بيان اجوف بلا روح تفوح من أحرفه وكلماته روح الهزيمة والمذلة واللا مبالاة، يوحَىَ للقارئ بان هذ البيان صادر عن اجتماع وزراء خارجية دول غير عربية، أيا كأن الامر لا يعني وزراء الدول العربية، لقد فشلوا جميعهم في اتخاذ التدابير اللازمة لردع إسرائيل وتحذير حلفائها من التمادي في تأييد العدوان على الفلسطينيين في غزة والضفة والعمل الجاد لرفع الحصار عن غزة وايصال الماء والغذاء والدواء الى أهلنا في غزة. والكارثة الكبرى في هذه الظروف قول محمود عباس ان حركة حماس لا تمثل الفلسطينيين. (2) لقد انقسم العرب حكومات ومواطنين بين مؤيد أو/ متعاطف مع إسرائيل أو خائف يترقب ومعاد لها بلا حدود، بعضهم راح ينحي باللائمة على حركة المقاومة حماس ومن شاركها في المعركة القائمة ويحملها المسؤولية اولا وأخيرا عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق أهلنا في غزة والضفة الغربية والبعض الاخر مؤيد ومناصر لكنه يتخوف من الجانب العربي أولا وانتقام امريكي ثانيا. في الجانب الآخر نجد إسرائيل رغم خلافات احزابها وقياداتها السياسية إلا انهم سرعان ما توحدوا وتناسوا خلافاتهم وصراعاتهم الحزبية بمجرد شعورهم بالخطر على وجودهم ككيان. بعض القادة العرب طبعوا مع إسرائيل الى حد» الزواج الكاثولوكي» اعتقادا من المطبعين بانها ستحميهم من عاديات الزمان وان لها القدرة على رصد نبضات قلوب شعوبهم ومعرفة من هو مؤيد لهم ومن هو معارض لسياساتهم وان بيدها القوة التي تمكنها من التغلب على كل من عارض هذا النظام او ذاك، واذا بإسرائيل وأجهزتها العسكرية والأمنية والسيبرانية تتهاوى وراحت تنشد الحماية من أمريكا والغرب عامة من منظمة سياسية (حركة حماس) لا تملك من وسائل القوة ما تملكه إسرائيل واندفعت الولايات المتحدة الامريكية تحشد قوتها البحرية بارسال حاملات الطائرات (ايزنهاور، وحاملة الطائرات الهجومية يو اس اس جيرالد فور، مصحوبة ببوارج ومدمرات وصواريخ فتاكة واستنفرت قواعدها العسكرية على امتداد الكرة الارضية ) لنصرة اسرائيل في حربها ضد مقاومة محدودة العدد والعدة انه الرعب دب في قلوبهم. (3) امريكا بكل قوتها ارسلت إلى جانب اساطيلها البحرية وزير خارجيتها ووزير دفاعها إلى إسرائيل وقد يلحق بهما الرئيس الأمريكي بايدن، كما لحق بهم رئيسة المفوضية الاوروبية، ورئيسة البرلمان الأوروبي، ووزيرة خارجية كندا، ووزير خارجية إيطاليا، ووزراء خارجية المانيا والتشيك وسلوفاكيا للاعراب عن تضامنهم مع اسرائيل ضد حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، والوزراء العرب على الارائك متكئون يرتعدون خوفا حتى من مناشدة العالم بردع العدوان الإسرائيلي على غزة. الإدارة الامريكية الراهنة تبنت كل ما يصدر عن الكيان الصهيوني ويرددونه في وسائل الاعلام لتحشيد الرأي العام الأمريكي والاوروبي ضد العرب والفلسطينيين على وجه التحديد والمسلمين بوجه عام. قالت أجهزة الكيان الصهيوني في تل ابيب ان مقاتلي حركة حماس قتلوا أطفالا وجزت رؤوسهم واغتصبوا النساء وغير ذلك وفيما بعد كذبوا الخبر ولكن بعد فوات الأوان، انهم يكذبون اليوم ويعتذرون غدا كما فعلوا عام 2003 عندما كذبوا على العالم امام مجلس الامن الدولي على لسان وزير خارجيتها كولن بأول في ذلك الزمان بان العراق يملك أسلحة دمار شامل ومصانع جوالة ثم اعتذروا عن كذبهم ولكن بعد تدمير العراق واحتلاله. كاتب إسرائيلي اسمه ( آري شبيت ) كتب مقالا في صحيفة « هآرتس» العبرية الأسبوع الماضي جاء فيه « ان لعنة الكذب هي التي تلاحق الإسرائيليين ويوما بعد يوم تصفعهم على وجوههم بشكل سكين بيد مقدسي وخليلي ونابلسي او بحجر جمّاعيني أو سائق حافلة من يافا وحيفا وعكا « يقول الكاتب الإسرائيلي « يدرك الإسرائيليون انه لا مستقبل لهم في فلسطين، فهي ليست ارضا بلا شعب كما كذبوا. كاتب اخر هو ( جدعون ليفي ) كتب يقول:» يبدو ان الفلسطينيين طينتهم تختلف عن باقي البشر فقد احتللنا ارضهم واطلقنا على شبابهن الغانيات وبنات الهوى والمخدرات وقلنا ستمر بضع سنوات وسينسون وطنهم وارضهم واذا بجيلهم الشاب يفجر انتفاضة ال 1987، ادخلناهم السجون وقلنا سنربيهم في السجون وبعد سنوات عادوا الينا بانتفاضة مسلحة عام 2000 اكلت الأخضر واليابس، فقلنا نهدم بيوتهم ونحاصرهم سنين طويلة، واذا بهم يستخرجون من المستحيل صواريخ يضربوننا بها رغم الحصار والدمار وطوقناهم بالجدران والاسلاك الشائكة فاذا بهم يأتوننا من تحت الأرض وبالانفاق حتى اثخنوا فينا قتلا في الحرب الماضية حاربناهم بالعقول فاذا بهم يستولون على القمر الصناعي الإسرائيلي ( عاموس ) ويدخلون الرعب إلى كل بيت في إسرائيل. اننا نواجه اصعب شعب عرفه التاريخ ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وانهاء الاحتلال «. (4) يتدافع المسؤولون الامريكيون والاوروبيون على وسائل الاعلام العالمية ويهددون القيادات العربية بان عليهم ان يمارسوا ضغوطهم وعلاقاتهم على حركة المقاومة الفلسطينية في غزة باطلاق سراح الاسرى والمعتقلين الاسرائيليين عندهم في غزة وعددهم يتراوح بين 130 او 150 اسيرا. بينما الاسرى والمعتقلون من الفلسطينيين لدى إسرائيل يزيد عددهم على 4000 اسير ومعتقل لا احد يذكرهم حتى من المفاوضين العرب. آخر القول: يتطلع جميع المناضلين الشرفاء وحتى العملاء منا ماذا سيفعل محور المقاومة والممانعة من لبنان، نريد أفعالا لا أقوالا لا نريد ضربات ذرائعية.