12 سبتمبر 2025
تسجيلالتاريخ في كل أزمة يطل برأسه لنا علّنا نتعلم منه ونستفيد من دروسه، فعندما فتح المسلمون الأندلس كان عددهم 12 ألف جندي فقط، وعندما طُردوا منها كان بمدينة غرناطة فقط مليون مسلم، فالعدد لا يعني شيئاً بدون إيمان راسخ وعقيدة ثابتة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بل أنتم كثير، ولكنكم كغثاء السيل، ولينزعنّ الله من صدور عدوّكم المهابة منكم»، وكأنه عليه الصلاة والسلام يتحدث عن أزمنتنا هذه التي غلبت عليها الهوان والذلة والتفرقة. من فتحوا الأندلس كانوا يحملون نفس الإيمان والعقيدة الراسخة التي يتسلح بها أبطال غزة وفلسطين على اختلاف الموقفين فأولئك كانوا فاتحين وهؤلاء مدافعين عن أرضهم وشرفهم ويخضبون أرضهم بدمائهم الطاهرة، وما يحدث الآن في غزة من هجمة بربرية صهيونية مدعومة من أمريكا والعالم الغربي وسط تخاذل عربي ودولي غير مستغرب، لم يتفاجأ منه أهل غزة ومقاوموها الأبطال بل هم متيقنون من هذا السيناريو ولكن تسلحهم بإرادتهم وقضيتهم جعل هذا التكالب ضدهم منحة إلهية يقوون بها عزائمهم وينفذون خططهم التي أعدوا لها جيداً بعد أن نكّلوا بالعدو الصهيوني في عملية «طوفان الأقصى» وصدموا الصهاينة والعالم أجمع بالقدرة العسكرية والتكتيك الاستراتيجي المتقن والذي كبد عدوهم المئات من الجنود والمستوطنين والخسائر في الممتلكات. الآن العيون شاخصة على ما يدبره العدو الصهيوني من تجهيزات لهجومه البري ضد غزة، والتردد لا يزال هو سيد الموقف في ضوء الحسابات التي تؤكد أن فاتورة هذا الهجوم ستكون مكلفة للغاية للجانب الصهيوني، وسيكون مثار استهجان وغضب من الشارع الصهيوني في حال خسروا الكثير من جنودهم، وهو الأمر المتوقع حدوثه بعد أن صدمهم تفوق المقاومة الفلسطينية وقدرتها على المناورة والانسحاب وحرب الشوارع، فحتماً سيكونون صيداً سهلاً لأسود المقاومة وستكون مهمتهم انتحارية لاسيما وأنهم في أرض المقاومة التي بلا شك ستعد لهم نار جهنمها في كل متر من أرض غزة الأبية. ومما لاشك فيه أن إطالة أمد الحرب ورغبة إسرائيل بحسب زعمها بإنهاء المقاومة الفلسطينية وحركة حماس ومسحها من الأرض كانت لها تداعياتها ومبرراتها بالنسبة للعدو الصهيوني، فالكيان المحتل يخسر المليارات من الدولارات يومياً جراء وقف عمل المصانع ووقف شريان الحياة في معظم مدنها وتكبد البورصة الإسرائيلية خسائر فادحة وتعطيل مطاراتها الرئيسية، وكل ذلك بفعل الرشقات الصاروخية التي تنطلق كل يوم على كل المدن والمستوطنات الصهيونية، فكلما طالت هذه الحرب واستُنزف الكيان المحتل خارت عزائمه ولجأ إلى حيل أخرى تنقذه من انهيار كيانه الهش. ● فاصلة أخيرة قمة التحدي والاستخفاف عندما تُرسل أمريكا اسطولين حربيين قبالة الكيان المحتل لإيصال رسالتها للعالمين العربي والإسلامي بأن من سيتدخل سندمره على الفور، وبالتالي تغطي على مجازر الصهاينة في غزة وتعطيها كامل الحرية في الإفساد والعربدة والإجرام، كل ذلك يحدث وأمة الهوان والذلة شاخصة ببصرها لا يرتد لها طرف!.